حضور المشاورات مهم .. والأهم هو حضور الموقف الجنوبي الثابت !
ليس من الحكمة ولا من اللياقة أو المرونة السياسة بشيء؛ ولا تنسجم حتى مع حاجات الجنوب وقواه السياسية المختلفة وفي مقدمتها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ والمتمثلة بالبحث الدائم عن الفرص الممكنة لعرض وشرح قضية الجنوب أمام أي منصة سياسية إقليمية أو دولية؛ بهدف المزيد من بلورتها أمام المشاركين على تنوع حضورهم؛ وكسب المزيد من المؤيدن لها؛ أو على أقل تقدير فضح تلك الأصوات التي تتنكر لها أو تعتبرها مساساً خطيراً ( بالوحدة !!)؛ فدعوة البعض لعدم حضور المشاورات التي دعت لها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي دون مبررات منطقية أو مقنعة؛ لأن من سيقاطعها برأينا سيعزل ذاته طوعاً ويحرم نفسه من فرصة ثمينة متاحة لأن يعبر عن موقفه ورؤيته للحلول الممكنة بشأن القضايا المطروحة وفي مقدمتها قضية الجنوب الوطنية؛ وسيبدو من يقاطعها وكأن موقفه مضاد للدعوة ولمن وجهها وللتحالف معاً . ومثل هذه الدعوات وبغض النظر عن دوافعها الوطنية وقلقها على مستقبل الجنوب وحسن النوايا التي تدفعها لذلك؛ وهو أمر نتفهمه ومشروع تماماً لأصحابه؛ إلا أن مثل هذه الدعوات لا تنظر مع الأسف للأمور بصورة أوسع وأشمل؛ ولا تقف أمام تشابك وتعقيدات الأوضاع ولا تأخذ بعين الإعتبار دور وتأثير دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها دول التحالف العربي ( السعودية والإمارات ) ودورهما وحضورهما في المشهد السياسي العام في اليمن وبدرجة رئيسية في الجنوب ولعوامل وأسباب مختلفة؛ وبغض النظر عن قناعاتنا ورأينا في كثير من الأمور السلبية والقاصرة وغير المفهومة على صعيد التعامل والموقف من قضية الجنوب وما يسود ذلك من غموض حتى الآن . فهل يعقل بأن تكون مقاطعة الدعوة وعدم حضور المشاورات سوف يكون ذلك في مصلحة الجنوب وتخدم قضيته وتنتصر لها ؟! أم أن تلبية الدعوة وحضور المشاورات وطرح قضية الجنوب والدفاع عنها بقوة ووضوح وعدم القبول بأي صيغة للحلول قد يتم طرحها ولا تتضمن الحل العادل للجنوب وقضيته الوطنية المشروعة والمعلنة وهي معروفة للجميع؛ وبأن مثل هذا الحضور هو الذي سيعبر عن الخيار السياسي الصائب والصحيح في هذه الظروف . ولتحقيق هذا الهدف وحتى تتحول المشاورات إلى منصة لعرض قضية الجنوب والدفاع عنها؛ فإن الأمر يتوقف كثيراً على إستعداد المشاركين الجنوبيين فيها وعلى حسن إختيار من يحضرها وبعناية بالغة؛ بعيداً عن حضور الأمزجة أو أي حسابات أو توصيفات قاصرة وضيقة؛ وأن تكون قائمة الحضور معبرة عن الخارطة الوطنية والسياسية الجنوبية ومن أولئك الذين تتوفر فيهم المقدرة على تجسيد الحضور النوعي من الرجال والنساء على حد سواء؛ مع الحرص على مشاركة من يمثلون الصحافة والمؤسسات الإعلامية الوطنية الجنوبية لأهمية ذلك وطنياً وإعلامياً.