مشاورات الرياض .. لتوحيد الخطاب الإعلامي
إذا ما أردنا تعريف السلطة الرابعة بكلمة واحدة ، فسيكون تعريفها بأنها الصحافة ، وقد تم وصف الصحافة بالسلطة الرابعة ، تعبيراً عن مكانتها وأولويتها بين سلطات الدولة ؛ التنفيذية والتشريعية والقضائية . الصحافة هي معلومة ، ولكن هناك من لا يريد أن تصل تلك المعلومة إلى عامة الشعب ومثقفيها ، ولهذا يسعى دائمآ وأبدا إلى تشكيل أو إنشاء أو تجنيد إعلام أو صحافة مضادة للتظليل والتمجيد والتدليس على الرأي العام من خلال فبركة معلومات قد تكون قديمة أو غير حقيقية مطلقا . نلاحظ في مشاورات الرياض 2 تركيز المملكة العربية السعودية ممثلة بمجلس التعاون الخليجي على دعوة عدد كبير من الإعلاميين والمفسكبين والمغردين وحتى بعض المهرجين في القنوات الفضائية المختلفة ، هل سنشهد معارك حامية الوطيس على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية وصناعة رأي عام مغيب عن واقعه . أم سنشهد واقع إفتراضي خيالي بعيد كل البعد عن الواقع المأساوي الكارثي المزري الذي نعيشه اليوم ، أعتقد بأننا ذاهبون إلى أبعد من عاصفة الحزم وضياع الأمل ، بسبب مجموعة نخب إنتهازية وصولية سلمناها زمام أمرنا ، أن تسير خلف أعمى البصر والبصيرة حتما نهايتك ستكون وخيمة . مشاورات لتوحيد الخطاب الإعلامي وتشكيل خلية إعلامية من جميع المكونات المشاركة ، وكل واحد يضبط ويربي أصحابه بالعصا أو بالجزرة ، وكأن الحرب والماساة والمعاناة والبؤس والفقر والمؤامرات والأزمات المفتعلة صنيعة الإعلاميين ، نحن في عصر كل مواطن مراسل إخباري فوري من طراز رفيع ، وبالتالي تكميم الافواه عفى عنه الزمن ، وفبركة الأخبار الوقت كفيل بكشفها وتعريتها . إذا أرادو جميع المشاركين والراعين والتحالف العربي الانتصار ، عليهم الدفع بملفات الرواتب والخدمات والبنية التحتية إلى طاولة المشاورات كأحد أهم الملفات ، أما تجاوزها يعني تكرار لنفس الأخطاء القاتلة السابقة.