رسالة عاجلة لرئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اليمني
لن أخوضَ مطولا في منشوري هذا بل سأنتقل إلى الهدف مباشرة. لا أدري متى ولا أين ستعقد جلسة مجلس النواب اليمني (طويل العمر) ليؤدي رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي اليمين الدستورية أمام المجلس، وهنا سأتحدث عن قضيتين رئيسيتين: 1. أرجو من رئيس وأعضاء المجلس ومعهم رئيس وأعضاء مجلس النواب أن لا ينزعجوا إذا ما جاء بعض أعضاء المجلس الرئاسي من الجنوبيين بنص يمين لا يتقيد بالنص الوارد في دستور 1999م فقد جرت أحداث كبيرة وكثيرة تجازوت بعض نصوص هذا الدستور ومعظم الحاضرين كان شاهدا ومساهماً في صناعتها وقوننتها، فأتمنى أن لا يكون هذا سببا لإفشال عمل المجلس منذ يومه الأول فالمهم اليوم هو مواجهة التحديين الرئيسيين الخدمي-الاجتماعي، والسياسي-العسكري الذين يمثلان معيار نجاح المجلس أو فشله ونحن لا نتمنى للمجلس إلا النجاح. 2. يعلم الإخوة رئيس وأعضاء المجلس والإخوة النواب ما تعرض له الجنوب في العام 1994م من تدمير وإقصاء وسلب ونهب واجتياح لم يقتصر على العنصر المادي والمؤسسي بل شمل الأرواح والمشاعر والحقوق والممتلكات والتاريخ والثقافة والهوية الجنوبية، وجاء هذا في ضوء فتوى يعلم قصتها الجميع أجازت قتل الجنوبيين نساء وأطفالاً ومسنين واستباحة أملاكهم بحجة التصدي للكفار والدفاع عن الإسلام، وتواصل الأمر بعد العام 2007م بالاعتداء المسلح على أبناء الجنوب أثناء فعالياتهم الاحتجاجية السلمية التي لم يكونوا يحملون فيها إلا صور شهدائهم ويافطات تعبر عن مطالبهم ، وقد دفع أبناء الجنوب الذين ستجتمعون في عاصمتهم من أرواح ودماء أبنائهم أكثر من عشرة ألف شهيد وأكثر من ضعفهم من الجرحى والمصابين والمعوقين، كما دفعوا أكثر من هذا العدد من شهداء مقاومة الانقلاب والغزو في العام 2015م، ولا أقول جديدا إن أشرت إلى أن بعض أعضاء المجلس كانوا شركاء في غزو 1994م أو غزو 2015م أو الاثنين معا. وفي هذا السياق فإنني أدعوكم ومعكم كل زملائي أعضاء مجلس النواب وأنا أحدهم إلى التحلي بالشجاعة الأدبية والتقدم بالاعتذار إلى الشعب الجنوبي الذي فتح لكم عاصمته واستقبلكم باحترام يستحق أن يقابل بمثله من الاحترام من قبلكم، وستدشنون مهمتكم في حكم اليمن من عاصمته التي ساهم بعضكم في تدميرها والتعامل معها كأرض معادية. ومن المهم أن يقر مجلس النواب إلغاء الفتوى التي أباحت ارواح ودماء وأملاك الجنوبيين وسخرت لتبرير أجندة الغزو والعدوان. إن ذاكرة الجنوبيين الذين استقبلوكم بالترحاب وتقيدوا بتوجيهات قيادتهم السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وربطوا على جراحهم النفسية والعاطفية، هذه الذاكرة ليست مثقوبة فالجنوبيون لم ينسوا ولن ينسوا معاناتهم ومعانات أبنائهم وأحفادهم جراء هذا العدوان، كما لم ينسوا ولن ينسوا الشهداء الذين سقطوا وهم لا يحملون إلا الراية الجنوبية وصور من سبقهم من الشهداء، لكنكم تستطيعون من خلال الاعتذار لهم أن تطيبوا من خواطرهم وتبدون الاستعداد لتعويض خسائرهم المادية والبشرية والنفسية وتخفيف الشعور بالغبن الذي ما يزال يرافق حياتهم حتى يوم الناس هذا. ولتعلموا أن استقبال الجنوبيين لكم بهذه اللياقة والتسامح والصبر ورباطة الجأش لا يمكن أن يعني بأي حال من الأحوال نسيانهم لشهدائهم أو تسامحهم عما ألحق بهم من خسائر مادية ومعنوية جراء السلب والنهب والعدوان ولا تخليهم عن حقهم العادل والمشروع في استعادة دولتهم، إن عاجلاً أو آجلاً وللجميع مودتي واحترامي