الاعلام الرسمي الحلقة الاضعف

تكاد السنة الثامنة تمر من عمر الحرب التي فجرتها المليشيات الانقلابية، والاعلام الرسمي ما يزال غير قادر على مواكبة الاحداث او احداث نقلة جديدة في ادائه ترتقى الي مستوى المعركة الوطنية التي تخوضها البلد ضد الانقلاب. لم يتبق من الاعلام الرسمي غير قناتي عدن واليمن اللتان تبثان من العاصمة السعودية الرياض بطاقم يمني، اما الصحف الرسمية الاربع فقد توقفت عن الصدور وهي "الثورة -14 اكتوبر-الجمهورية-30 نوفمبر الصادرة بحضرموت" وهذا التوقف ترك فراغا كبيرا لم تستطع ملؤه القنوات الرسمية الضعيفة. الاعلام الذي يفترض ان يكون قائد المعركة وموجها ومرشدها الأول، يقبع في ذيل القائمة، اذ لم تستطع قيادة الوزارة صناعة اعلام مختلف ومواكب، فقد يكتفي الوزير احيانا بتغريدات على توتير او فيس بك ليسجل موقف على ان يتولى القيام بمسؤولياته في تفكيك العمل التقليدي، والموروث السحيق والبالي، الذي يسيطر على الاعلام الرسمي بصورة تبقيه في القمقم غير قادر على الانطلاق. والي جانب توقف الصحف الرسمية الاربع، توقفت ايضا الاذاعات الرسمية والمحلية، وابرزها اذاعة عدن وصنعاء وتعز وغيرها من الاذاعات الحكومية المهمة في المحافظات، لتترك فراغا كبيرا يتطلب عودة هذه الاذاعات بسرعة الي الوجود لاعادة ملؤه. الامر يحتاج ارادة رسمية وحكومية قوية لاعادة الاعلام الرسمي بكافة وسائلة الي الوضع الطبيعي، كما يحتاج لوزارة اعلام تمتلك قيادة طموحه ولديها افكار جديدة وملهمة لتطوير العمل والارتقاء به، ليؤدي الاعلام رسالته بكل قوة وتأثير وحرفية. الحوثيون يمتلكون قناة او قناتين، وعدد من الاذاعات المحلية التي يصل بثها الي المحافظات المحررة، ويبدو اعلامهم اكثر قوة وتأثير، عكس الاعلام الحكومي والرسمي المعدوم والمغيب الذي ينبغي عليه تجاوز تاثيرات الحرب السلبية، والاجندة السياسية المتقاطعة، ليعود بقوة الي مشاهديه ومستمعيه وقراءه. الشراكة الحالية في السلطة بين الجنوب والشمال ستذيب الكثير من الخلافات والتباينات، وهو ما يفترض ان يضع الخطوة الأولى لعودة الاعلام الفضائي الي الداخل، واعادة تشغيل الاعلام المتوقف من صحف واذاعات في اقرب فرصة ممكنة. اذا اردنا ان يستعيد الاعلام دوره وتأثيره الفاعل علينا اطلاقه من الاغلال التي تكبله، وتهيئة الاجواء امامه ليبدع ويرتقي، وتأهيل كوادره بصورة مستمرة. وحتى لا يظل الاعلام الرسمي الحلقة المفقودة والضعيفة، فانه يقع على قيادة المجلس الرئاسي الدور الاكبر في اعادة انتشاله، بتسليم الزمام الي قيادات اعلامية مقتدرة وكفؤة، تنتمي للاعلام بمهنيته، مع الالمام بسياسة الدولة، وتوجهاتها الداخلية والخارجية.

مقالات الكاتب