نحن والصيف (٢٨)
ثمان وعشرون صيفا مرت على عدن خلال ٢٨ عاما من عمر (الوحدة او الموت)، الشعار الذي اطلقه علي صالح مطلع عام ١٩٩٤م ثم اكتساح الجنوب، ومنذ ذاك العام ونحن نستوعب معني صرخة (الموت بالوحدة). لم تكن عدن تعاني من انقطاع الكهرباء، صحيح اننا لم نكن نستخدم مكيفات الهواء، لكن الحاجة لها لم تكن ضرورية، فالتكدس الخرساني لم يكن كما هو عليه بعد (وحدة الموت) كانت هناك ممرات للتهوية بين البنايات، وكانت هناك متنفسات في الاحياء السكنية وعلى الشواطئ التي (كانت جميلة)، ولم تشهد عدن انقطاعا للمياة او طفحا للمجاري بالصورة التي نراها اليوم. الغزو الاستيطاني العدواني الذي عصف بعدن بعد غزو ١٩٩٤م ألتهم كل فراغ في المدينة، أما المعسكرات فحدث ولا حرج، وبفعل ذلك ارتفع عدد سكان عدن بمقدار ٢٠٠% ولم يقابل هذه الزيادة السكانية اي تطوير في الخدمات، (كهرباء ومياة ومجاري) لتشهد هذه الخدمات انهيارا تاما، فذهنية الغازي لا ترى ضرورة لجودة الحياة في عدن بقدر هاجس تغيير تركيبة عدن السكانية بروح عدوانية بوصف عدن مدينة معادية. نرفع القبعات لكوادر وفنيي كهرباء عدن الذين يبذلون جهودا جبارة ليبقوا بعض النور والهواء في بيوت سكان عدن التي افقرتهم (وحدة الموت) دون اي اهتمام من السلطات المتعاقبة سوى سعيهم للتكسب من (سبوبة) المحطات المستأجرة التي لو تم استخدام الأموال التي انفقت على إيجار هذه المحطات لإنشاء محطة توليد لانتجت كهرباء تفوق حاجة البلاد كلها. طوال ٢٨ عاما وحال الكهرباء في عدن من سيء الى أسوأ ولم نسمع خلالها سوى الوعود الكاذبة بدءا من كذبة انتاج الكهرباء بالطاقة النووية وصولا الى استجداء التجار الحضارم لانشاء محطات كهرباء استثمارية. طوال ٢٨ عاما لم يتغير في الحال شيء، لم تتغير سوى وجوه (الكاذبين). عدن