هل سيفعلها رشاد العليمي ورفاقه؟
ا لا أصدق الإشاعات ولا أؤمن بالتسريبات التي يصوغها بعض ناشطي التواصل الاجتماعي بحسن أو بسوء نية، لكنني أتعامل معها من منطلق معلوماتي المتواضعة في علم النفس والتحليل النفسي، لتفسير بعض الظواهر السلوكية، وأقيس عليها دوافع صاحب التسريب أو ناقله أو متداوليه، وخلفيات ذلك التسريب أو النقل والتداول. كان آخر التسريبات تلك التي نشرت عبر بعض المواقع الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي منسوبةً إلى عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق محمد عبد الله صالح عفاش، في اجتماعه بمكتبه السياسي، التي قال فيها (كما يقول التسريب) " نحن الشماليين ظلمنا الجنوبيين بكل تأكيد وتآمرنا على الوحدة وحولناها إلى احتلال"، ويضيف التسريب على لسان طارق "واليوم نقولها بوضوح: الوحدة انتهت والجنوبيين (الصحيح والجنوبيون) يسيرون في بناء دولتهم" وهناك تفاصيل أخرى أوردها التسريب لا ضرورة للتعرض لها. عندي ألف سبب وسبب وجيه لعدم تصديق هذا التسريب، وسأحتفظ بهذه الأسباب لوقت الحاجة، لكنني سأفترض صدقية التسريب ولو بنسبة 1% لسبب بسيط، هو إن من لديه النخوة والرجولة وشجاعة القائد المحنك والمحترم لشعبه وقبل هذا لنفسه سيتخذ هذا الموقف، وقد فعلها القائد العربي العظيم الخالد أبدا الزعيم جمال عبد الناصر مع الشعب السوري حينما أيقن فشل الوحدة المصرية السورية، مع إنه لم يدخل سوريا غازياً ولم يهدم صندقةً واحدةً ولم يستولِ على حجرةٍ في منزل سوري ولا على برميل نفط أو ليرة سورية واحدة من موارد الشعب والأرض السورية، ولم يطرد عامل نظافةٍ واحداً من عمله. ولدي ما يشبه اليقين أن يوماً ما سيأتي عاجلاً أو آجلاً حينما سيأتي قادةٌ جدد للشعب الشمالي الشقيق ويدركون هذه الحقيقة وسيعترفون بها ويعودون إلى العقل والمنطق ويتحررون من ثقافة "الفرع والأصل" و"الأغلبية والأقلية"، و"الغالب والمغلوب" و"الناهب والمنهوب" ولو فعلها قادة اليوم فإنهم سيدخرون عقوداً من عمر الأجيال الذي يضيعونه في التمسك بالمحال، ويعاندون الواقع وحقائقه جرياً وراء مصالح ضيقة لا تخدم لا الشعب الشمالي، وهي بكل تأكيد لا يمكن أن تخدم الشعب الجنوبي بطبيعة الحال، لكنها تخدم أقلية من الطبقة الطفيلية الشمالية، ومعها قلة قليلة من المتسولين الجنوبيين، وقبل هذا وبعده إنهم يعطلون حركة التطور في الشعبين الشقيقين في الجنوب والشمال على السواء.