المجاعة والإذلال بقرار سياسي.. وموقف المجلس الانتقالي الجنوبي
الجرعة السعرية القاسية التي اعلنت عنها حكومة معين قيل يومين من الرياض تسبق التعديل الوزاري الذي سيطيح بعددٍ من الوزراء ـ وربما رئيس الحكومة نفسه ـ مما يعني أن الحكومة الحالية ستلعب دور جسر عبور حيث سيتم استخدام ما تبقى من عمرها لتمرير هذه الجرعة ومن ثم استبدالها بأخرى وتحميلها وزر الجرعة الحالية ووزر الوضع المتردي برمته واشاعة وهم (القادم افضل) وأستخدام الأكذوبة التأريخية (المستبب قد تم رجمه خلف الشمس)... هذه سياسة مخادعة استغبائية درجت عليها سلطة ما بعد ٩٤م ٠٠ سياسة: التضحية بالقديم وإبقاء الناس على سراب بقيعة. فما اقدمت عليه هذه الحكومة من جرعة سعرية أمر لا يمكن وصفه إلا بعملية ابادة تجويع وإذلال جماعية بقرار سياسي اشتركت فيه كل القوى المؤتلفة بالحكومة وبمجلس القيادة الرئاسي ولو بشكل متفاوت بدرجة المسئولية بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي برغم ما أعلنه على لسان أمانته العامة من رفض لهذه الجرعة إلا أن وزراؤه بالحكومة لم يعلنوا ذات الموقف وهو موقف رأى فيه عامة الناس موقفا مخيباً لآمالهم التي ما يزالون يعقدونها على الانتقالي . وإنطلاقا من حرصا على الجميع بمن فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي نقول لهذا الأخير أن مستقبلك السياسي ومستقبل للقضية الجنوبية قد أصبحا على المحك وصارت شعبيتك تتآكل يوما إثر يوم جراء مواقف صادمة تتماهى بها مع قوى تتربص بالجميع الدواهيا من بوابة لقمة عيش الناس وكرامتهم وقضاياهم السياسية والاجتماعية .فثمة من يأكل الثوم بفمك وأنت تلزم الصمت دون حراك أو رفض صريح وواضح من داخل تلك المؤسسات الرسمية التي تتشارك فيها المواقع والمناصب مع الشركاء الأعداء. فذريعة( التحالف يضغط علينا)صارت نغمة سمجة ومملة, فضلا عن أنها تؤكد ما يقوله الخصوم بأن قرار الانتقالي بيد غيره. فهل من صحوة وضربة يد فوق الطاولة بوجه شركاء مخادعين وأمام تحالف أناني استعلائي؟ فثمة كرة نار تتدحرج بقوة فوق رؤوس الجميع وأولهم أنت كمجلس يتصدر الانتصار لقضية وطنية عادلة كالقضية الجنوبية. اللهم إنا قلنا رأينا بكل صدق وأمانة لا تشوبه شائبة النفاق و التجني أو لؤم المصلحة الشخصية.