الكويت ... حضرت في حضرموت

عنونت صحيفة «الرأي» الكويتية، ذات عام،  «حضرموت .. حضرت في الكويت» في تغطيتها لأحياء فرقة حضرمية للفنون الشعبية ليلة تراثية على مسرح مركز عبد العزيز حسين الثقافي مشاركة في أحد مناسبات الكويت.. و هنا نعيد صياغة المانشيت على هذا النحو «الكويت ... حضرت في حضرموت» في إشارة إلى ما شهدته مدينة الحامي الحضرمية يوم أمس (الجمعة) من مظاهر فرائحية غامرة وإحتفالات شعبية بهيجة بذكرى إستقلال دولة الكويت الشقيقة الـ 62 ، الذي يوافق الـ 25 من فبراير من كل عام، وذكرى تحريرها من الغزو الصدامي الـ 32.. وهي إحتفالات محبة ووفاء للكويت ، يكسوها الزينة وحضور جماهيري من مختلف الأعمار تقيمها - للعام التاسع - فرقة الملاّح باطايع للألعاب الشعبية التراثية ، حيث لعبة العدة الشهيرة، والرجال الصناديد والرايات الشامخات وليلة السمر الشبواني التي يشارك فيها أبرز الشعراء من ساحل ووادي حضرموت. ولمدينة الحامي وأهلها مع الكويت علاقة تاريخية متجذرة ووطيدة مثلها مثل بقية مدن وبلدات الساحل الحضرمي التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بأهل الخليج والجزيرة العربية عامة والكويت على الوجه الأبرز ، علاقة تلاحم متينة وضاربة جذورها بعمق التاريخ رسختها وشائج القربى ؛ حيث الزيارات والأسفار وتبادل المنافع المبنية على الثقة والمودة والتراحم، قبل طفرة اكتشاف النفط وبعدها.. وللكويت مكانة في قلوب أهل الحامي والحضارم عامة، وشواهد عطاء الأيادي البيضاء الكويتية بارزة ، وفي أكثر من مجال، عطاء إنساني متدفق غير مشروط، نابع من صفاء وجداني حميم، لم تغييره أو تكسره أو يصيبه بالشلل مواقف خيبة المتسلطين من الحكام والساسة.. و لا زال عالقًا في ذاكرتي مشهد من اللقاء المهيب الذي عقده الوفد الرسمي والشعبي الكويتي في المكتبة السلطانية بالمكلا عندما زار حضرموت إبان اجتياح الغزو العراقي للكويت، حين اجهشت أحد الفتيات الحضرميات بالبكاء حرقة على ما جرى للكويت ارضًا وانسانًا من غدر وعلى الموقف الرسمي المخزي آنذاك.. حفظ الله الكويت قيادة وشعبًا وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والرخاء..

مقالات الكاتب