كــــــرّموهم - قبل رحيلهم
بين وقت واخر نودع هامات من هامات الوطن فارقوا الحياة ، كوادر وطنية اختطفهم القدر ويُعد رحيلهم خسارة لا تعوض ، وهذه سنة الله في الحياة ولا اعتراض على ذلك . الشيء المؤلم ان الكثير من هذه الكوادر الذين يرحلون يمرضوا ولا يلاقوا ادنى اهتمام او رعاية صحية لعلاجهم سوى في الداخل او السفر بهم للعلاج خارج البلاد ، رغم معرفة الجميع بأدوارهم الوطنية وتاريخهم النضالي والمهني . - يرحلون وانينهم يعانق السماء من شدة المرض والاصوات تناشد لعلاجهم والاهتمام بهم وصمت اذان المعنيون في الدولة وأغلقت اعينهم عن ذلك - يرحلون ومخصصات العلاج في وزارتهم ومؤسساتهم التي يعملون بها يتقاسمها قيادات الوزارة او المؤسسة وشلة الفساد فيها . - يرحلون و ملائين الدولارات من موارد الدولة تنهب في الداخل وتصرف في الخارج لمن لا يستحقها ويستثمرها في عواصم الدول الخارجية والبعض لا يوجد في رصيده دور وطني يذكر . - يرحلون وقد حرموا من مستحقاتهم المالية ومرتباتهم التقاعدية متدنية ولم يحصلوا على حقوقهم القانونية ويموتوا مظلومين . - يرحلون وتبقى اسرهم بعدهم تعاني شظف العيش وصعوبة الحياة ويحرموا ابناءهم من مواصلة تعليمهم والرعاية الصحية . وعند اول خبر لوفاته يتسابق الجميع من راس الهرم الى اسفله لرفع برقيات العزاء والمواساة والتمجيد بأدوارهم النضالية ونشر سيرهم الذاتية والمهنية في وسائل الاعلام وتقام الاربعينيات للبعض تتلى فيها الخطابات والقصائد الشعرية وكل كلمات الثناء والتمجيد . الا يستحقوا مثل هؤلاء الكوادر ان يتم تكريمهم على ادوارهم وهم على قيد الحياة ليشعروا بعزتهم واهتمام دولتهم بهم جزاء لم قدموه لهذا الوطن اثناء عملهم ، بل وزيارتهم اثناء مرضهم ومد العون لهم وعلاجهم على حساب الدولة متى تطلب الامر ذلك . أخيرا : نقول ان اكرام وجبر خواطر الكوادر الوطنية وهم على قيد الحياة افضل من التغني بأمجادهم بعد وفاتهم . 20 مارس 2023 م