قراءة حول مايدور في اليمن والجنوب
لن يحتاج الانتقالي لدعم المجتمع الدولي، الذي يتمسك برفض مبدأ الانفصال للحفاظ على سيادة ووحدة الدول، كما حدث في حالات كثير طالبت بفكرة الانفصال بطريقة أو أخرى. ويعتمد الانتقالي لتثبيت مشروعه عبر إستراتيجية القضم والتسلل الهيكلي للشرعية المعترف بها دوليا ، وبذلك قد يتمكن من تحقيق أهدافه حتى نسبيا ، بدون حاجة اعتراف المجتمع الدولي ، ولاحتى بإعلان بيان رقم واحد، مبدئيا. بالنظر للحالة اليمنية ، نجد أن الحوثيين في الشمال هم القوة الحاكمة التي انقلبت على الثوابت الدستورية والوحدة الوطنية التي بنيت عليها الدولة الجديدة ( الجمهورية اليمنية) بنظامها وحدودها في ظل تخاذل النخب هناك والتماهي مع مشروعه . بالمقابل، يسعى الانتقالي للسيطرة على غالبية الأرض في الجنوب وتمثيلها. يمكننا رؤية كيف أن القضم يلعب دورًا رئيسيًا في هذا السيناريو بدايتا باتفاق الرياض إلى نقل السلطة وانضمام عضويي المجلس الرئاسي للانتقالي مؤخرا. يتجاوز العقبات والصدامات المحتملة التي قد تنسف مشروعيته ويستغل الفراغ السياسي والموارد المتاحة في الجنوب بطريقة ذكية ومنهجية لتثبيت مشروعه . يستندا بإرادة جماهيرية وقوة عسكرية وفرقاء مشتتين، بالإضافة للتصدي لحوثنة وزيدنة الجنوب والمشروع التوسعي للحوثي المدعوم ايرانيا، وكشريك فاعل لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. بهذه الدوافع يستطيع توظيفها لتحقيق أهدافه وتعزيز نفوذه وتسويق قضيته داخليا وخارجيًا. باختصار، الانتقالي يخدمه الوضع ويستغله بشكل ذكي ، ويحيد أي أطراف خارجية وداخلية من الانصدام معه، ولا ينتظر لمشروعية قانونية خارجية تمنحه الضوء الأخضر للاستمرار بنشاطاته وتحركاته، ويحقق اهدافه بطرق مبتكرة غير تقليدية.