الحوثية وصراع 4 أجنحة على الحكم
أجنحة كثيرة داخل ميليشيات الحوثي تتصارع فيما بينها كلاً ينظر لأحقيته بالمركز الأول في الحكم ، بعضها يرى أحقيته بالموقعين منصب الرئيس كرئيس المجلس السياسي ومنصب المرجعية كقائد الثورة ، والبعض يريد أن يحصل على موقع واحد اما منصب الرئيس أو المرجعية ، وتلك الأجنحة المتصارعة أبرزها أربعة. الأول : جناح آل الحوثي الذي يحكم حالياً ومسيطر على القرار والمركز الأول في الحكم. الجناح الثاني : آل الشامي ومن معهم ، ويرون أحقيتهم لإعتبارين ، الأول لأنهم الهاشميون الحقيقيون ولذا يطلقون عبارة "لا سيد إلا شامي' ، والاعتبار الثاني لأنهم مؤسسي التنظيم السياسي الهاشمي والذي لولاه لما استطاعت الحوثية أن تأتي للحكم. كان يحيى الشامي يريد أما أن يكون هو المرجعية بموقع عبدالملك الحوثي ، أو يكون ابنه زكريا بموقع رئيس المجلس السياسي ، رفض الجناح الحوثي ذلك واختلفوا معه وتم تصفيته هو وابنه في وقت واحد. الجناح الثالث : آل المتوكل ومن معهم ، وينظرون لأحقيتهم على أساس أنهم كانوا دولة أيام الإمامة المتوكلية ، ويريدون اما أن يكون المجلس السياسي يرأسه متوكل ، أو يكون أحد من آل حميد الدين هو المرجعية. الجناح الرابع : آل القاسمي ومن معهم ، وينظرون لأحقيتهم بأعتبارهم كانوا الأئمة لعدة فترات للدولة القاسمية ، ويريدون حالياً موقع أحد المنصبين ، المرجعية أو رئاسة المجلس السياسي. وبجانب هؤلاء الأجنحة يوجد جناحان لكنهما أضعف في مستوى الصراع مع الجناح الحوثي ، الجناح الأول المنتسبون عرقياً للهادي الرسي معتبرين أحقيتهم كأول من أقاموا الامامة في صعدة ، والجناح الثاني آل السراجي معتبرين أنفسهم من أول من أصبحوا أأئمة في صنعاء. كل جناح يشكل تكتل عبر القرابة والمصاهرة ، آل الحوثي ومن يقرب لهم عرقياً كآل الحاكم والمداني ومن يصاهرهم كآل المشاط ، وكذلك آل الشامي من يقرب لهم عرقياً ومناطقياً كآل السقاف. آل المتوكل ومن يقرب لهم عرقياً كآل الدولة في ذمار ومن يصاهرهم ، ومثلهم آل القاسمي. آل الهادي ومن ينتسب للهادي عرقياً كآل العابد وآل الشرفي غير المنتسبين للقبائل. آل السراجي ومن يقرب لهم كآل الوشلي وغيرهم. ارتفعت وتيرة الصراع بين الأجنحة بعد مهلك الصماد وتعيين المشاط. كان تعيين الصماد من قبل الجناح الحوثي قائم على ولاء الرجل المطلق لهم والتبعية المقدسة وكان الحوثي أيضاً يتخذه حجة لمغالطة بقية الأجنحة والرأي العام من خلال أن موقع رئيس المجلس يجب أن نجعل فيه شخص غير هاشمي حتى لا نُظهر احتكارها عرقياً ، ولكن بمهلك الصماد لم يجد الحوثي شخصية غير هاشمية مثيلة له مؤطره في جناحه يثق بها وتتبعه مما جعله يعين صهره مهدي المشاط في رئاسة المجلس السياسي ، وهذا التعيين رفع وتيرة الخلافات بين الجناح الحوثي والأجنحة الأخرى التي يريد كل منها أن يكون ذلك الموقع من نصيبه. أيضاً كان الجناح الحوثي يريد أن يجعل فترة المشاط أربع سنوات فقط ثم يقوم بتغييره بشخص من نفس الجناح أو أصهاره من آل المداني ، وهذا ما يجعله يخدع الرأي العام بأنه يقوم بعملية التداول للرئاسة ، ولكن خلافه مع الأجنحة الأخرى التي تريد كل منها أن يكون البديل من نصيبها هو من أجل عملية تغيير المشاط. هذه الأجنحة ثلاثة منها تتواجد في صعدة وما حولها من حجة ، جناح الحوثي وجناح القاسمي وجناح الهادي. وثلاثة منها تتواجد في صنعاء وذمار وجزء من إب يريم والسدة والنادرة ، جناح المتوكل وجناح السراجي وجناح الشامي. الجناح الحوثي هو المسيطر على كل المناطق بالدرجة الأولى ومهمش كل الأجنحة. كان جناح آل الشامي قد تمركز على إب إشرافاً وإدارةً ومحسوبية ، ولكن الجناح الحوثي قضى عليه وهمشه. ازاح مدير أمن إب الشامي ثم عبدالحافظ السقاف الذي بعده ، وصارت إب تحت قيادة تصرف كامل أمنياً وعسكرياً ومخابراتياً لجناح الحوثي صعدة. بالنسبة للهاشميين المحسوبين على مناطق الشوافع الوسط والجنوب وغيرها ، فهؤلاء متوزعون في التبعية بين تلك الأجنحة المتصارعة التي تتحد ضدهم بالتهميش والاقصاء والجلوس في أسفل الدرجات ، لم يكونوا قد صاروا أأئمة من قبل ولا من بعد ولا يريدون حالياً ولا تؤمن كل الأجنحة المتصارعة أن لهم أحقية في ذلك ، لا تؤمن بأن تكون لهم مرتبة قبل الدرجة الأخيرة فكيف تؤمن أن لهم أحقية في المرتبة الأولى.