كلما صفت غيمت !!!
هناك حالة دهنية شعورية اشد فتكا بالسكينة وراحة البال وصفاء الذهن والوجدان , من موبقات الفساد والطحن والانسحاق تحت جنازير الغلاء وظمور العملة وتلاشي وجودها أمام قيمة العملات الأجبنية والنفوق تحت وطئة الحر والجوع والأمراض وسؤ الخدمات وعدم الاستقرار. هذه الحالة الذهنية والشعورية التي أصبحت تلازم الناس طيلة الوقت في المنزل والشارع وداخل أروقة العمل والمكاتب وفي المقاهي والاسواق والشارع تحملها وتشي بها سحناتهم وتصرفاتهم وملامحهم المملؤة بالترقب والخوف وضياع الحيلة. لا شيء يبدأ ليكتمل إنما يبدأ لينتهي من حيث بدأ وعود إصلاح الكهرباء ووعود بوقف انهيار الريال ورد الاعتبار لقيمته المتهالكه وعود برفع دخل الفرد وتحسين معيشته وأخرى في إصلاح التعليم وضمان استمراريته .. و.. وهلم جرا. ولا شي في المقابل يستطيع الناس أن يطئمنوا له بدءا من الاستقرار والآمان وتحسن الأحوال اسلحة منتشرة ومتداولة فاينما استقرت نظرائك ستجد هناك آلي أو مصفحة أو مسدس يسد أفق رؤيتك واينما وجدت نفسك لن تستطيع سد اذنيك عن سماع خطاب وعيد وكراهية يهدد وجودك وحياتك وينذرك بقرب تلاشي كل شي حسن وجميل من حوالك اصوات حاقدة جاهلة أعماها الاعتقاد بالتميز عن الغير تواصل الارتفاع والصراخ اينما وجهت ضغاين تنمو بلا مبرر أو وعي بشيء صالح وقويم أحاديث وسجالات عنصرية عرقية تتنفس وتنتشر في ظل غياب القوانين والأنظمة التي تردعها وتخفض من مستويات زعيقها واعتقادها الدفين بالعداوة والكراهية عدوى تتمدد طاغية على نوازع العيش والتعايش هدفها تدمير أي رؤية تستهدف حماية الانسان ورعاية حقوقه وصونها وعدم التعدي عليها . صدامات مفتعلة تشتعل هنا وهناك تبدأ بالحوار ولا تنتهي به بل تتجاوز إلى مزيد من شحن الصدور بما لاترضى وتكره . مسالك جديدة تغلق وتسد في الوجوه والضمائر والمشاعر النبيلة.. ومسالك أخرى أكثر قتامة وظلمة واكتئاب تفتح على مصراعيها دون وجود أمل قريب أو بعيد لسدها وفرملتها. هموم اشنع من الجوع والفقر وأشد قسوة من الحر وانقطاع الكهرباء وعدم كفاية المرتبات لوجبة عشاء مشبعة . انها حالة انكى وقعا وإلاما من كل حالات الاحتراب وتفشي الفساد حالة تفقد الانسان توازنه وثقته بنفسه وبوجوده بمستقبله وبحقه في حياة كريمة .حالة رغم تفشيها وتبجح تغلغلها ما زالت تقبع بعيدة عن تناولها والتطرق لها بمسؤولية من قبل أرباب اللكلمة والراي من الاكاديمين وبحاث ورجالات الفكر والاحزاب الذين تقع عليهم اليوم مسؤولية الخوض والبحث فيها وتعريفها وفضح ابعادها ومراميها واستئصال بؤر ومصارف تنشيطها وفرض تربعها على مفاصل حياتنا اليومية .