القوى اليمنية وسياسة الابتزاز والاستفزاز
ما يلاحظ في المشهد السياسي أن القوى اليمنية المنضوية في إطار السلطة الشرعية تسعى وبشت الطرق والوسائل للحفاظ على ما تبقى لها من نفوذ وقرار داخل الشرعية، سيما والواقع على الأرض جنوباً يتعزز لصالح سلطة الأمر الواقع، وشمالاً لم تتحقق لهم أي مكاسب نتيجة تواطؤهم مع الحوثيين، ولهذا نجدهم يستميتون بمناصبهم في الدولة، وتواجدهم العسكري المشبوه - الغير مرحب به في - وادي حضرموت والمهرة. تستخدم القوى اليمنية في هذه المساعي سياسية ابتزاز الجنوبيين بملف الخدمات، واستفزازهم ببعض التصرفات لإحداث ردة فعل تجاههم - ليس كأشخاص وانما صفة حكومة شرعية معترف بها دوليا - وبالتالي تعطيهم نافذة لتسويق ردة الفعل، إقليميا وخارجياً لاستمرار نفوذهم ومناصبهم، وكسب الوقت وبقاء النفوذ للمراوغة املأ في تحقيق مكاسب سياسية أخرى. ومن هذا المنطلق فإن مواجهتهم تتطلب نقل قيادتنا الجنوبية الكرة إلى ملعب شريكهم في السلطة وخصمهم في السياسة تحت مظلة الشرعية - كسلطة يتعاطي معها الإقليم والعالم - عبر تعزيز الحضور الجنوب وتبيين حجم وفعالية الطرف الآخر الضئيلة، وكذا كشف فسادهم وزيفهم وفضحهم أمام الإقليم والعالم وأنهم يسعون لمصلحة شخصية وحزبية وليس مصلحة المواطن العامة، وتعرية موقفهم المعرقل لعملية السلام الشاملة. وبمعنى آخر العمل على تعزيز الحضور الجنوبي - النوعي والمختص - في الدولة وامتلاك القرار لبناء المؤسسات الحكومية وتطويرها وتحسين مستوى الخدمات عبر النفوذ في السلطة التنفيذية (الحكومة) وكل ما فيه الصالح العام للمواطن، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يبقى عمل المسار السياسي في خط موازي ثابتاً على الهدف الثوري الجنوبي التحرري، الذي يعزز التلاحم الداخلي للسير نحو الغاية المنشودة لبناء دولة جنوبية فيدرالية تنصف الجميع وتعطي لهم حقهم ومكانتهم.