رسالة إلى أهلنا الكرام في حضرموت التاريخ والحكمة
لا نجد في مثل هذه الظروف التي تمر بها حضرموت والجنوب عمومًا؛ إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير والإعتزاز بكل الجهود الوطنية المخلصة الهادفة لرأب الصدع ووضع حد حاسم ومسؤول لكل مظاهر الفوضى والدعوة للعنف؛ وبمبررات خالية من المنطق ومجردة من الشعور بالمسؤولية أمام حضرموت وأهلها؛ وباسم الدفاع عن حقوقها وكرامة أهلها؛ إنه الحق الذي يراد به الباطل مع الأسف الشديد؛ وبهدف خلط الأوراق وإرباك الجميع في حضرموت وكل الجنوب في لحظة تاريخية حساسة. ونقول هنا : يا أحرار وحرائر حضرموت وكل الوطنيين الأغيار؛ لا تنسوا ولو للحظة واحدة بأن حضرموت كانت وما زالت هدفًا لكل القوى الطامعة بثرواتها؛ وما زالت تلك القوى تواصل نهجها التدميري لمقومات التنمية في حضرموت؛ ولحالة الإستقرار الذي تتمتع به في ساحلها؛ رغم حرمان واديها من ذلك وما يشهده من إرهاب وجرائم وظلم وحرمان لسكانه؛ وبدعم ورعاية كاملة من قبل المنطقة العسكرية الأولى؛ من خلال إثارة الإنقسامات وتغذية الفتن وبعناوين متعددة؛ أملا من تلك القوى والأطراف بأن يتناحر ويتصارع الحضارم فيما بينهم؛ لتتمكن هي وعبر أدواتها المحلية مع الأسف الشديد من تحقيق غاياتها المختلفة. ولعل أهمها وأخطرها على الإطلاق هو جعلها مشغولة بنفسها؛ ولتبتعد عن دورها وريادتها للمشروع الوطني الجنوبي؛ الذي تعمل كل تلك القوى - داخلية وخارجية - على إفشاله؛ وتعتقد هذه القوى بأن ذلك لن يتم بنجاح إلا عبر إدخال حضرموت في دوامة من الصراع الدائم؛ وهو مالم يتحقق لها في الماضي ولن يتحقق لها اليوم مهما بذلت من جهد وأموال؛ وستفشل كل مشاريعها المعلن عنها وتلك الخفية. إننا نراهن على وعي وثقافة وسلوك أهلنا في حضرموت والمشهود لهم بذلك عبر التاريخ؛ وعلى قدرتهم في تجاوز الحالة الراهنة التي فرضت على حضرموت من خارجها؛ وبأن وحدتكم والحفاظ تماسك صفوفكم لأمر في غاية الأهمية؛ ولعل أسلوب الحوار المتبع اليوم لمعالجة التباينات والإختلافات مهما بلغت حدتها؛ لهو الأسلوب الأمثل لقطع الطريق أمام كل القوى الطامعة والعابثة بحاضر ومستقبل حضرموت. وستثبت حضرموت بأنها جديرة بالدفاع عن حقوقها ومكانتها وطنيًا وتاريخيًا؛ وستبقى قاطرة الجنوب المؤهلة قبل غيرها لقيادته إلى المستقبل الذي يليق به ويستحقه؛ ولن يطول إنتظار شعبنا العظيم ليصل بآمان إلى مرفأ الحرية والكرامة والسيادة الجنوبية على كامل خارطته السكانية والجغرافيه؛ وإدارة شؤونه بنفسه وعلى يد أبنائه؛ وكلًا في محافظته ووفقًا لمشروع النظام السياسي الفيدرالي لدولتنا الجنوبية القادمه؛ التي يستعيدها شعبنا بصبره وكفاحه وعظمة تضحياته.