(السعدالعرجي)..قهرتم الألم!

(كل نفس ذائقة الموت..)صدق الله العظيم.. من اين ابدأ..تضاربت الأفكار عندي،بين الم وفرح..أمعقول هذا الذي حدث وأبكانا بل قض مضاجعنا،معقول ان تتحول الأحزان والأوجاع ولا يزال الدم لم يجف،معقول ان يتحول كل ذلك إلى قصة ارتجفت لها الأبدان بين بكاء مصحوب بالضحك اللاإرادي للمفاجئة التي ماحدثت في عصرنا الحالي إلا وكان الثار والدم والانتقام والمحاكم والعصبية ورفع الرأس جهلا بين الناس.. أقول وانا في ذهول ورب الكعبة..كنت أتوقع ان تقوم الدنيا ولا تقعد..لأني اعرف زميلي وأستاذي المكلوم محمد علي سعد..(ابوعلي ..رحمة الله عليه)انه لا يستسلم للباطل أبدا ..فكيف بفقده فلذة كبده بلحظة حرجة..وهذه المعرفة من أيام دراستنا في كلية التربية بعدن في ثمانينيات القرن الماضي..فعلا تملكتني الدهشة وكبر الموقف عندي عند سماعي وقراءتي الموقف النبيل والعظيم عظم هذه المدينة الأزلية..عدن وتقهقرت أفكاري وتوقعاتي التي كانت تسيطر علي..نعم..هذه عدن وهذه الأسر العدنية التي تمتحن وقت الشدائد ..والله الموقف مبكي حتى الانتحاب..ففي حلقي غصة لا أقوى على تملك السيطرة عليها والدموع أعاقتني عن الكتابة ..لكن هذه مواقف عظيمة ان نتخذها سلوكا إنسانيا يقتدي ويحتذى به..وانعم به من موقف سيكتبه التاريخ ويخلده للأسرتين( السعد والعرجي).. حقيقة انا لم احضر عزاء اليوم الأول لانشغالي بابني المريض..لكن كان عقلي وقلبي مع الحدث ومتابعة مايكتب ويقال عنه..فنحن ان لم نحضر فقلوبنا حاضرة والألم طالنا وكأنه فينا وحدث لأحد أبنائنا..والحمد لله ان كانت النتيجة قد عصفت بالذين توقعوا أشياء لا حدود لها..وحولت الألم إلى فرح تسامى فوق الجراح.. بالمقابل..لا يمكن تصور ان يأتي الأخ محمد العرجي ليسلم نفسه لأسرة السعد لقاء ما ارتكبه ابنه خطئا وتحمل ما يقتضيه الدين والشرع والعادات في مثل هكذا كوارث تأتي من فوق الرأس كما يقال..نعم العرجي رجل إعلامي معروف بمواقفه وأخلاقه وهذا اقل ما كان يجب عليه القيام به إزاء فقدان شاب غال علينا كلنا بل والشابين من المقاومة الذين حموا عدن وحرروها..ولهم فضل في إننا اليوم أحرارا.. ولان الأمر جلل..فقد كانت الأمهات في موقف أسمى ولا داعي للحديث عنه والأسرتين معروفتان في عدن والوطن..وأشهر من نار على علم.. لا املك إلا ان اعزي الأسرتين وأبارك لهما تسامحهما الخالد والذي يجب ان تتناوله الأقلام كنموذج لمدنية وحب وتسامح.عدن في هذا الوقت بالذات..كما اعزي أخي وزميلي الدكتور محمد حسن عبد الشيخ الخال الشهم وبقية الأخوال والأعمام وللأسرتين الكريمتين..واخص أختي التربوية أم الفقيد/زينب/ سائلا الله ان يعصم قلبها بالصبر وكذلك أخي السعد الأب الشامخ.. وتحية لكما :محمد ومحمد ..وربنا يتغمد الفقيد برحمته وغفرانه..آمين.. وصدق المتنبي القائل: (واذاكانت النفوس كبارا..تعبت في مرادها الأجسام) انا لله وانا إليه راجعون.

مقالات الكاتب