عيد الأسعار الطائشة !!
يتحول تذمرنا وتململنا وضيقنا إلى اختناق من وقع لسعات الأسعار المحمومة، التي أخذ وقع فرقعاتها المفزعة والموجعة يبلغ بطوننا وأجساد أطفالنا قبل آذاننا.. مثيرة الرعب في منازلنا وقوارع طرقنا، وزوايا اختلائنا بأنفسنا وأهلنا وأصدقائنا. لسعات تلحقنا إلى مهاجعنا، توقظنا، وتأخذ في سلخنا، تشدنا من جذور شعر رؤوسنا وتلقينا خرقاً بالية ، بعد أن تمسح بنا سطوح وأرضية وجدران منازلنا، مهددة ومتوعدة لنا بأبغض الوعود وأشنعها بأن يلقانا، ويلازم خطانا كل ساعة تقربنا من أول أيام العيد.. الذي ستبلغ فيه مداها المعجز وغير المتوقع خصوصاً على أصحاب الإعاشات أو المعاشات وذوي الدخل المفجوع أو (المهدود) والحظ المنكود. وقبل بلوغ هذا اليوم الموعود الذي نكون فيه غير قادرين على إشهار أنيننا وأوجاعنا، بسبب غياب المسؤول، واحتجاب الصحف، وانشغال الناس بتبادل التهاني الكاذبة والعاجزة والمحصورة في التمنيات والتوقعات، وقبل أن تمارس الإذاعات مخزونها من الأغاني الغابرة والمسلسلات التافهة، نجدها فرصة مواتية ان نسمع من يجب أن يمتلك آذاناً صاغية من مسؤول ومعني قانوناً وشرعاً بتحمل المسؤولية وتحسس معاناة العامة الباقية من التهاب الأسعار المغالية، التي فاقت شطحاتها أقصى توقعات العقول والمعقول.. والتي عليها أن تعرف أنها إذا بقيت كما هية ، غير عارفة، متعامية، لاهية ، فإنما هي طرف أصيل في هذه الجائحة القاسية القاتلة، التي حالت بين حصول الإنسان على لقمة كافية، وتحضّر اليوم أن تجعل كسوته عارية، وأضحيته مستحيلة لاغية، وحتى الكيلو منها ابعد من عين الشمس الحامية.