صنعاء وعدن بين انتمائين متناقضين
إن ما تشهده صنعاء من مظاهر وشعارات وتحركات هذه الأيام، بعد أن أحكمت المليشيات الحوثية قبضتها على كامل مفاصلها، وضيقت الخناق تدريجياً حول عنق حليفها اللدود المخلوع صالح، الذي أصبح الآن رهينة أو تابعاً ذليلاً ينتظر مصيره المحتوم على يد أطفال مران، ممن لم ينسوا حروبه الستة ضدهم ولن يغفروا له قتل زعميهم حسين بدر الدين، يدل بما لا يدع مجالا للشك أنها تدور في فلك ولاية الفقيه الذي رهن الحوثيون أنفسهم لتبعيتها المطلقة كرأس حربة لتحقيق أجندة اسيادهم جنوب جزيرة العرب، حتى يخال للناظر في واجهات شوارع صنعاء المزدانة بالشعارات الطائفية وصور الخميني وحسن نصر الله، وكأنه يسير في شوارع طهران أو في حوزة "قُم" أو في الضاحية الجنوبية من بيروت وليس في صنعاء..!!. بينما في عدن على النقيض من ذلك تماماً حيث تُرفع أعلام دول التحالف العربي وصور الزعماء من الملوك والرؤساء العرب إلى جانب صور الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي وصور شهداء المقاومة، والأهم من ذلك أن ابناء عدن والجنوب كانوا شركاء أوفياء لقوات التحالف العربي وتقدموا الصفوف لإحراز النصر، وما زالوا ثابتين في مختلف الجبهات لمواجهة خطر الغزاة الحوثيين، وهذا يبين أن شعبنا الجنوبي ينتمي إلى محيطه العربي ويتطلع إلى مساعدة الأشقاء في بناء دولته التي لن تكون إلاَّ جزءاً من منظومة هذه المنطقة العربية وحماية أمنها الاستراتيجي ضد أية مخاطر تهددها.