كيف يمكن اقناع الدول الكبرى للاعتراف بحق الشعوب بالاستقلال!
المصالح لغة التفاهم المشتركة بين الدول،و المؤثر الوحيد والأهم في إتخاذ المواقف والقرارات الدولية المتعلقة بمختلف القضايا والأزمات ولا وجود هنا للمنطق الثوري والمطالب الحقوقية والخطابات السياسية والمظاهرات المليونية وغيرها من الشعارات الرنانة التي تحاول الكثير من الشعوب الاتكاء عليها في بحثها عن استقلالها كما هو حال شعبنا الجنوبي منذ سنوات طويلة . وبالتالي فان السؤال الملح امام الشعب الجنوبي الساعي اليوم بقوة للحصول على الإعتراف الدولي والاقليمي بحقه المشروع في استعادة استقلال دولته الجنوبية،يكمن في ماهية المصالح التي بإمكانه أن يقدمها للدول الكبرى لضمان نيل اعترافها باستقلال دولته الجنوبية التي بات اليوم مسيطرا عسكريا عليها وتحت سيادته وتأمين وحكم ابنائه وأقرب للاستقلال من أي وقت مضى. يراهن الشعب الجنوبي على المجلس الانتقالي الجنوبي في تفعيل دائرة علاقته الخارجية للتواصل مع المجتمع الدولي وايصال رسائل جنوبية مطمئنة للدول الكبرى التي يهمها الحفاظ على أي مصالح لها باليمن اومع دول أخرى بالمنطقة على صلة بالواقع اليمني أو الحصول على تلك المصالح ووضع قدم لها في حال غابت تلك المصالح المباشرة لها باليمن وبالجنوب الغني بثرواته النفطية وشواطئه وموانئه وموقعه الاستراتيجي على وجه الخصوص،إذ أنه لايمكن للمجتمع الدولي أن يمنحك حق الاعتراف بدولة مستقلة بتلك السهولة التي يحاول الأكراد تصويرها باصرارهم الانتحاري على إجراء استفتائهم المرفوض دوليا واقليميا، على استقلال اقليمهم الكردستاني. يمضي الأكراد قدما في إجراء استفتائهم الشعبي غدا على إستقلال اقليمهم كردستان عن العراق وتركيا وسوريا،رغم كل الاعتراضات الدولية والإقليمية والمحلية والتهديدات المختلفة الرافضة لإجراء ذلك الاستفتاء أو فرض نتائجه بالقوة. ولكن حتى وان نجح الأكراد في تنظيم استفتائهم المثير للجدل وحسمت نتائجه،كما هي متوقعة،لصالح استقلال الإقليم وإعلان دولته المستقلة،فإن التحدي الأبرز أمام الأكراد وقيادتهم يتمثل في كيفية حصولهم على الاعتراف الدولي باستقلالهم المشروع والذي يعتبر الأهم بالنسبة لهم ولدولتهم الكردية الجديدة في حال تجاوزوا خطر التدخل العسكري العراقي التركي،لإعادة فرض الأمر الاقليمي الواقع سابقا قبل هذا الاستفتاء في اقليم كردستان العراق الذي يراهن على تغير المواقف الدولية نحوه في حال نجح الشعب الكردي في فرض استقلاله كأمر واقع وعلى أمل مقدرته قيادته في استمالة المواقف الدولية وتغييرها لصالحه بناءاً على المصالح التي بإمكان الكرد توفيرها للدول الكبرى بعد تمكينه من استكمال فرض السيطرة على الأرض وحمايتها وتأمين خيراتها وبالتالي تكريس الدولة الكردية المستقلة على أرض الواقع،وهو على مايبدو بعيد المنال في ظل معطيات الواقع الدولي والشواهد الاقليمية القائمة اليوم على الاقل. ولذلك ينبغي على الشعب الجنوبي ان يستفيد أولا من تجربة وإرث الدولة الجنوبية المستقلة حتى وقوع قيادته في وهم وخديعة ماسميت كذبا بوحدة 22مايو1990م وأن لايقعوا في شراك التجربة الكردية المختلفة طبعا ولكن من حيث الإصرار على إجراء استفتاء الاستقلال وعدم الاهتمام بكل المواقف الدولية والمحيطة الرافضة حتى لمبدأ إجراء ذلك الاستفتاء فكيف له الاعتراف بنتائجه.