14 أكتوبر..غابت شمس بريطانيا وأشرقت في عدن

يحتفل اليمن بالذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت من جبال ردفان الشماء عام 1963م بقيادة راجح غالب لبوزة الذي قاد شرارة الثورة ضد المستعمر البريطاني وعملائه من السلاطين والنافذين, لقد كان اليمن في مطلع ما قبل الخمسينيات وحتى الستينيات مستعمر ومحتل من الخارج والداخل حيث كان الأماميين هم الاستعمار الداخلي, بعد الإمبراطورية العثمانية, فقد مارسوا اشد أنواع الظلم والاستبداد على أبناء الجمهورية العربية اليمنية , وفي جنوب اليمن كانت جرائم وانتهاكات الاستعمار البريطاني لا تتوقف حيث أنه شن حملات عسكرية غاشمة اثناء الثورة التاريخية 14 اكتوبر من العام 1963م, دمرت المدن والقرى وشردت السكان المدنيين الآمنين واحرقت ردفان بعملية عسكرية دانها حتى قائد الاستعمار البريطاني آنذاك. لقد طلت علينا هذه المناسبة العظيمة التي تعد من أبرز الثورات اليمنية حيث سطر أحرار الجنوب أروع التضحيات وتوجوا الملاحم وحطموا الامبراطورية البريطانية التي قيل أنها لا تغيب عنها الشمس, لكنها اضمحلت أمام شجاعة وعزيمة الأبطال وأشرقت الانتصارات ساطعة من مدينة عدن الباسلة حتى حققوا اهداف الثورة التحررية و طردوا المستعمر الذي كان يزعم أن الاحرار والشرفاء من أبناء الجنوب لقمة سائغة وسهل ابتلاعهم. إن الفرحة اليوم تعم كل أبناء الجنوب بذكرى رحيل المحتل البريطاني فقد توافدت هوامير من الحشود الى المعلا وبالتخصيص شارع الشهيد مدرم للمشاركة في الذكرى الـ54 لثورة الرابع عشر من أكتوبر, يجسدون روح الوطنية والاخاء والولاء للقيادة السياسية حيث يقيمون حفلات فنية وخطابية حيث تزال الجماهير الأكتوبرية تتوافد من كل أصقاع المحافظات الجنوبية لإحياء هذا الكرنفال الوطني. ان الجبهة القومية التي قامت لتحرير الجنوب كانت موحدة وموجهة ضد عدو واحد وهو المستعمر البريطاني وعملائه على الأرض , أما إذا نظرنا إلى واقعنا اليوم فقد نرى تعدد الحلفاء والأعداء في الجنوب وأصبح أبناء النسيج الواحد يحرضون على بعضهم البعض لينالوا من الجنوب وإعادته إلى مربع القتل والتخوين وزعزعة أمنه واستقراره, لهذا ندعو كل الأحرار والمكونات السياسية إلى وحدة الصف فقد تتغير مستعمرات اليوم عن مستعمرات الأمس. للثورة أحرارها وللتاريخ رجاله الآخذون والماضون لرسم حروفه من ذهب, ولن تنال الأيدي الآثمة من الجنوب مرة أخرى سواء من الداخل أو الخارج وحتما سينتصر الشعب والثوار للقضية الوطنية.