اكتوبر..الدم والحرية

اولا التهنئة لمن صنع فجر ١٤ اكتوبر المجيد وضحى بدمه واهله واستشهد ،وهم من نعيش الحرية اليوم هبة لنا ،وثانيا تكون التهنئة للجرحى والمعاقين الذين لا يزال بعضهم احياء..او قد توفاهم الله وهم في حال لا يمكن ان تكون الا مثالا للاخلاق والقيم الثورية الاصيلة،ولم تغرهم المناصب ولا المكاسب ابدا.. اقول هذه الكلمات التي قدلا تعجب البعض وهذا شيئ مسلم به..لكنني اقصد من ورائها من يحاولون صناعة امجاد جديدة على حساب تلك التي اسلفنا في سرد ابطاله وتاريخهم الناصع..وهي وجهة نظر استحضر فيها معايشتي ،رغم صغر سني حينها،بدء فترة الكفاح المسلح ..حتى عشت الاستقلال ولا ازال الى اليوم بحمد الله تعالى،واستطيع قول شيئ واقعي واكيد.. اليوم (امس)طفت وشاهدت تجمع الناس في ساحة الشهيد مدرم بالمعلا من بداية الشارع الى منطقة البريد(ساحة الحرية)وغصت بين الناس لارى وجوههم وكانت دهشتي فوق التصور..فاغلب الحشد عصرا وهو وقت الذروة ةقبل القاء كلمة الاخ عيدروس الزبيدي..كانوا من الكادحين فعلا وسيماهم بادية للعيان في مشهد يذكرنا بالسبعينيات من القرن الماضي..هذه الوجوه جاءت تحمل املا في مستقبل مشرق وامن وامان جاءت صادقة وعلى حسابها الشخصي كما قال لي احدهم..وكان الامل في ان تخرج الفعالية بشيئ كانوا يؤملون فيه..وان كانت الجمعية الوطنية اولى هذه الثمار.. الناس الذين ناموا على ارصفة شارع مدرم،لم يجدوا الفنادق واللوكاندات،حتى الحدائق اغلقت فؤ وجوههم..ناموا على قطع من الكرتون..تبولوا تحت وبجانب السيارات،عند ما لم يجدوا حمامات ولو حتى في المساجد والجوامع..احتضنهم الشارع كما احتضن زمان قوافل الفدائيين..وهنا تكبر الامال،لكنها لم ترتق الى الطموح..ولن نحكم او نوجه نقدا لاحد اوجهة بعينها.. حز في النفوس ان تنتهي الفعالية ويذهب كل الى بيته مدينته محافظته والالم يعتصره..انفض الحفل وتلاشت الاطقم والسيارات وبقى البسطاء ذهابا وايابا وبعضهم مازال (مخزنا)والكيف والواقع ياكلانه بشراهة.. لم ار باصات حافلات من تلك التي تبرعت بها الامارات تقل الناس ايابا خاصة الاماكن البعيدة عن عدن..وربما هي قد توفرت لكنها ليست امام ناظري..واامل ذلك.. انفض المهرجان الرائع والكبير حقيقة..لكن مستوى اهتمامه بالمشاركين من المحافظات البعيدة رايناه في وجوه وعيون البسطاء الذين تشم ريحةعرقهم على مدى يومين في حر عدن وكانه المسك..هؤلاء رايناهم يغادرون المعلا ليس كما دخلوها..مايعني ان المرات الجاية تحسب حسابا لهكذا حال ! الفعالية ناجحة وهادئة وفيها انضباط امني رائع..لكن المعيب ان ناسا واسر لم تستطع دخول المعلا للمشاركة لتعقيدات ومشكلات لو كان تم تلافيها لكانت الحشود اكبر بكثير..لان اغلاق المنافذ الداخلةللمعلا كاحتاطات امنية لم تكن في محلها.. شكرا للعنصر النسائي القائم بتفتيش النساء فهذا شيئ مهم..لكن المبالغةفي الامرضيق على بعض النساء ما ادى لرفع الاصوات احتجاحا منهن..ولكن عموما نجحت المسالة بشكل لافت.. شكرا لرجال النظافة الذي رابطوا وعملوا برباطة جأش ولم يستفزهم منظر الشارع..بل تفانوا وسحلوا اروع المشاهد..التي نرجواان يتم تكريمهم عليها.. نثمن الفعالية ايجابيا..وبحياد تام.. نامل ان لا تخلق مبررات سلبية مع الحكومة..لاننا مازلنا مع شرعيتها وشرعية الرئيس الهادي المنصور..والمجتع الاقليمي والدولي ايضا.. قضيتنا ..بايدينا ان اردنا لها حلا.. و عيدنا اكتوبري خالد مدى الحياة..

مقالات الكاتب