إلى روح الفقيد محمد عيدروس.. عام الوجع الخامس .. !!

غريبٌ ذلك الوجع يتجدد مع ربيعات العمر, ويكبر كلما تتالت الأيام, وتعاقبت السنون, ويتعاظم في حنايا النفس كلما هزنا الشوق لمن رحلوا عناَ عنوة, وتركوا في أجسادنا شرخاً يتسع ويزداد إتساعاً.. خمسة أعوام مضت وذلك الحنين لم يزل, لم يترجل, وذلك الشوق يستبد بي ويعصف بدواخلي, لم يفارقني (البته), ولم يتركني لحظة, بل يتعاظم شيئاً فشيء كلما جالت بخاطري ذكرى ذلك (المقدام), ذلك الهمام الذي (تمَلك) الروح والحنايا والوجدان, وأسر اللب (والفؤاد).. خمسة أعوام منذ أن حل (الوجع) وتربع عرش (القلب) بعد أن (فجع) برحيله الكل, لتتوقف (عقارب) الساعة لحظة وتمر (دقائقها) ببطء قاتل, وتؤكد بأنه (ترجَل), ومضى يلحق بركب (صاحبه) ورفيق البطولة والشرق والنضال.. أعوام (خمسة) أستاذي محمد عيدروس تمضي, وتتوارى أنت عن أنظاري, ويوارى جسدك (الثرى), بيد أنك لم تفارقني برهة ولم تغب عني (لحظة), رغم أن رحيلك (موجع) ليس للودر وحسب بل لأبين (قاطبة), فالأبطال يشتاقهم كل شيء, وأنت كنت أسد (المعارك) ورجلها.. خمسة أعوام تبدَل فيها كل شيء, فتلك (العصماء) تصدع حصنها الحصين, وتلك البطولات غدت في خبر (كان), وذلك المجد لفه (النسيان), فبات الكل يندب الأمس ويرتجيه أن يعود ولكن أنى لهم ذلك, فرحَل الماضي برحيلكم وبإمحاده ولم يعد للوجود أي معنى أو قيمة.. خمسة أعوام رحل فيها (رفاق) النضال والسلاح والشرف والصدق والأمانة, رحلوا تباعاً وكأن الأقدار أرادت لهم الراحة والسكينة في زمن (النفاق) والزيف والكذب والمصالح والولاءات الضيقة, وتركوا خلفهم (تركة) من الأوجاع تعصف بدواخل البسطاء والصادقين والشرفاء, ليعاقروا مآسي الوجع والألم.. خمسة أعوام ولم يجف دمع الشرفاء في (لودر) حزناً على رحيلك, ولم تتوقف آهات الحسرة والوجع والإنسحاق والفجيعة, شوقاً لرؤيتك وسماع (بحة) صوتك الصادقة البريئة الطاهرة التي تبعث في النفس الطمأنينة والسكينة والراحة , خمسة أعوام منذ أن رحلت و(ملتقى) في المهد لم تُكحل ناظريها برؤياك, ولم تُعطر فمها كباقي الأطفال بكلمة (بابا), ولم تنال حنان (أبوَتك) وتعانقك بشقاوة وحب وجنون..

مقالات الكاتب