المواطن هو الرافعة التي تتكي عليها حكومات الدول

المواطن ' محور اهتمام حكومات كل الدول مهما اختلف نظامها بين ملكي وجمهوري ودكتاتوري وديمقراطي ، المواطن هو الظهر الذي يستند عليه من يعتلي هرم السلطة او يقف على رفعة في سلمها ، رضا المواطن وسخطه هو الترموتر أو المؤشر عن بقاء النظام وزواله مهما حاول اظهار امتلاكه لادوات قوة اخرى خشنة هي اشبه بعصا غليظة ان لم تكن تحظى بدعم شعبي تصبح صوط من الخشب نخرته الارضة من الداخل وحتما سيتحطم من الضربة الاولى . المواطن ترضيه التنمية في جو آمن يحفظ كرامته وتشبع رغباته الحرية ويذوب حبا في الحاكم والنظام الذي يوفر له الرفاهية والازدهار . عندما تخفق الحكومة في واجباتها التي هي صلب مهامها تفقد رضا المواطن بل تتسبب في سخطه ولكنه لا يثور بل يصبر ويحتسب ويعطي لها الفرصة تلو الاخرى اذا كانت ادوات التغيير ليست ديمقراطية وعندما يصل الاخفاق والفشل لفقد المكتسبات الناجزة بدم وعرق غزيرين وجهد ووقت ثمينين عندها يبحث مطرا عن خيارات اخرى بعيده عن النظام وحكومته الفاشلة وان كانت الخيارات المتاحة صعبة وتكاليفها باهظة ونتائجها مجهولة . المواطن الجنوبي لم يكن راض عن نظام الحزب الاشتراكي قبل الوحدة ولكنه لم يثور وحكومات الحزب المتعاقبة جعلت المواطن محور اهتمامها وحاولت تلبي احتياجاته الأساسية من امن وتعليم وصحة ولكنها غردت بعيداً عن موروثه الديني والثقافي وامتهنت الكرامة وصادرت الحريات وذهبت ابعد في معاداة محيطة الاقليمي العربي ، والمواطن وقتها صبر واحتسب وعندما ذهب الحزب الى وحدة عام 90 دون تبصر ودراسة لم تعارض الناس تلك الخطوة بل ان الكثير رحب بها اعتقاداً ان الحكومة الجديدة تحمل في جعبتها ما لم يكن موجوداً مع سلفها . حرب عام 94 خدشت المواطن الجنوبي في كرامته حتى من وقف مع القوات الشمالية الغازية لم يسلم من الشعور بالندم فهو لم يسلم من التهميش والإقصاء و الاستغناء عن خدماته او نقله الى مواقع بعيدة في شمال الشمال ليزج به في حروب اخرى غير واضحة المعالم والأهداف وأثبتت الايام اللاحقة مدى عبثيتها وسخافة نتائجها . المواطن في الجنوب صبر كثيراً على حكومات الوحدة المتعاقبة وان كان ساخطا وأعطاها الفرص العديدة ال حتى تتمكن من تصحيح أخطائها وتقوم بواجباتها ، وعندما وصل الإخفاق إلى العبث بمكتسبات المرحلة السابقة واصبح يشعر انه مواطن من درجة متدنية لا يحق له عمليا الالتحاق بالكليات الامنية ( الشرطة والحربية والجوية والبحرية ) وكذلك اغلق باب المنح الخارجية أمام أبناءه على الرغم ان الموارد المالية للحكومة وموازنتها مصدرها اراضيه وخريجي تلك الكليات الأمنية يتم انتشارهم في مناطقه ، تولدت لديه القناعة أن وحدة عام 90 غير المدروسة هي سبب النكبه وهي المرض الذي غزى جسده وما بقية الاخفاقات الا الحمى والقشعريرة والدوار والغثيان والعلاج يجب ان يرقى الى علاج الاسباب والفيروسات الغازية وليس المهدات التي تخفي الأعراض مؤقتاً مع بقاء العلة . الجنوب اليوم يقف امام مشاريع والمواطن حتماً سيقف مع المشروع الذي بعالج المرض الذي ابتلى به بصورة نهائية ولن ينخدع بالشعارات الكاذبة والملتوية والجميع شاهد التفاف الناس حول المجلس الانتقالي إيمانا منهم ً ان لديه العلاج الناجع ليعطوه التفويض الكامل في هذه المرحلة للبحث عن الحلول الجذرية للقضية الجنوبية مع الاقليم ودول العالم والامم المتحدة الملبية للتطلعات الشعبية المحقة . من يقف مع الشرعية التي لا زالت تحلم بتحرير صنعاء والشمال وقيام اليمن الاتحادي من ستة اقاليم من الاخوة الجنوبيين نقول لهم بغض النظر عن تحفظاتنا عن مخرجات الحوار والأقاليم الستة نحن ندعم اسقاط المشروع الانقلابي ولكن لا يمكن الإنتظار الى ما لا نهاية خاصة وان العالم اجمع بات مقتنعاً باستحالة الحسم العسكري ، لهذا.لا يمكنكم ربط مركب الجنوب بسفينة الشرعية التي بدأت تغرق وقريباً سيبحث من يدعهما الى خيارات اخرى والجنوب هو الانتصار الوحيد للتحالف العربي الذي لن يفرط فيه ... اقفزوا الى مركبنا نبحر سويا وندافع عليه مجتمعين ، استعادة الوطن هو الغاية والباقي تفاصيل يمكن التفاهم عليها بالحوار والنقاش المسؤول . اما من لا زال يبحر في مركب الحوثي وحلفائه من الجنوبيين ، نقول لهم وجهتكم في الاتجاه المعاكس عن شواطئنا اهربوا في قوارب ان وجدت قبل ان تبتعدوا بعيداً وعندها لن يكون بمقدور القوارب الابحار لبعد المسافة ان لم تكن قد ابتعدت .