حكومة التسوّل..!

فى كل مكان بالعالم يتم تقييم الحكومات على حسب إنجازاتها السياسية والاقتصادية بالدرجة الأولى، إضافة إلى خططها واستراتيجيتها التى تعمل بها. لكن عندما نأتي لنقيم الحكومه اليمنية، إن صح أن نطلق عليها أصلا اسم حكومة، فلن نجد أي صفة أو عمل يجعلك تطلق عليها من خلاله اسم حكومة، فهى لا تستحق حتى مجرد إطلاق هذا الاسم عليها. فإن تكلمنا عن مؤشر الإنجازات فهو ليس صفرا، بل بالسالب، تحت الصفر، فهي لم توفر أبسط الأشياء للشعب، وإذا أردنا ذكر تلك الأشياء التى لم توفرها الحكومة اليمنية فنحتاج إلى كتاب وليس مقالا، لكن نستطيع أن نلخص ذلك في جملة واحدة “لم توفر كل شيء”، بكل ما تعنيه جملة (كل شيء). ولا توجد حتى محاولات أو محاولة لإنجاز أو تحقيق أي شيء حتى ولو كان شيئا بسيطا، بل بالعكس أصبحت كابوسا لعرقلة كل شيء وأي شيء يمكن تحقيقه. وإن تحدثنا عن الاستراتيجية التي تستخدمها الحكومة فى إدارة البلاد فهي استراتيجية التسوّل خارجيا والأعذار داخليا، فقد تحولت ما تسمى (الحكومة) إلى الجهة المستفيدة الوحيدة خلال فترة ما يقارب ثلاث سنوات من الحرب على الرغم من تحرير ما يقارب 70 %من أراضي البلاد بتضخيات المقاومة الجنوبية وبدعم وإسناد من دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات. وكان من المفترض أن تقوم هذه الحكومة بإدارة هذه الـ70 % من المناطق المحررة من قبضة الانقلابيين وتسيير أمورها ولو بالحد الأدنى.. فنحن في الجنوب رغم مطالبتنا بالاستقلال واستعادة دولتنا منذ 2007 إلا أننا راعينا الظروف الراهنة الاستثنائية للبلاد، سواء بالجانب السياسي أو الاقتصادي، وتعاملنا مع الحكومة واعترفنا بها وذلك لتسيير حياة الناس خاصة في ظل هذه الظروف، إضافة إلى عدم تقديم خدمة لنظام عفاش والحوثي لاستثمارها في حالة نعترف بالحكومة وبالتالي سيؤدي ذلك إلى الإضرار بمصالح المواطنين (جنوبا وشمالا). ولكن أيضا لم تُجدِ تلك الخطوة بل استمرت ما تسمى الحكومة في استثمار كل شيء لصالحها الشخصي. حتى بدأنا ندرك بأن الحكومة لا يبدو أنها تريد انتهاء الحرب بأي طريقة.. فبقاؤها مرتبط ببقاء الحرب.. لا تستحق هذه الحكومة أن نطلق عليها حتى اسم حكومة

فاشلة.

-الأيام-