إلى جنة الخلد يا صديقي ومن ساعدني بشجاعة ( يا عرفات مدابش )

ببالغ الحزن والأسى تلقينا اليوم نباء وفاة الأخ العزيز " عرفات مدابش" رئيس تحرير موقع " التغيير نت " ووكيل مساعد وزارة الإعلام. " عرفات مدابش " ذلك الصحفي المتميز الذي كان لي شرف التعرف عليه منذ وقت مبكر ومن خلال التواصل أثبتت الأيام والاحداث انه رجل مختلف! ففي وقت كنا لا نملك وسيلة إيصال لنشر رأينا حول ما تعرض له الجنوب من ظلم وعدوان وبطش وجشع نظام قتل وحدة طوعية بين بلدين ونظامين ! واستمر ذلك الصلف وذلك التنكر والتهميش ليعم كل شبر من ارض الجنوب. ويومها وفي اوج تلك الممارسات والترهيب ضد كل من قال او كتب كلمة الجنوب يوم حاول إعلام النظام حتى حذف وحظر كلمة الجنوب حتى في ( مواقع الدردشات الاجتماعية ) نظام جعل واعتبر من يتنطق بهذه الكلمة خائن وعميل وحين تطاله أيادي ذلك النظام لا ترحمه يوم كان الوضع فيه حتى كلمة وحرية التعبير في الصحافة خط أحمر كان " عرفات مدابش " يرحمه الله كان الوجه الحقيقي للإعلام الحر النظيف الجريء! فكنا مع الأخ عرفات مدابش على اتصال حتى أننا من شدة حبنا واحترامنا له كنا نخجل ان نكتب بعض الكلمات احتراما لمقامه وخوفا عليه من أذية النظام ! لكنه والله يشهد واقولها للتاريخ كان نعم الرجل الشجاع الذي كان ينشر كل مقال او موضوع مهما يكن صعب نشره في تلك الفترة ، أقول هذا للأمانة كما لاتزال كتاباتنا محفوظة في موقع " التغيير نت"! رحمه الله واسكنه فسيح جناته لقد لعب دورا كبيرا في إيصال رسائلنا في وقت وزمن نعذر من اعتذر على نشرها ونقدر موقفه ! واليوم رحل مدابش من هذه الدنيا الفانية لكنه رحل وقلوب وعقول الكثير تحبه وتحترمه وتقدر كل ما قدم تجاه قضيتنا الجنوبية! في زمن كنا في أشد الحاجة والعوز لإيصال صوتنا ورأينا فيما كنا نعتبره ( احتلال ). وما رافقه من ابشع صور الظلم والتعسف ضد كل من قال انا جنوبي. رحل " عرفات مدابش " لكنه لن يرحل من ذاكرة كل الشرفاء او من عرفوه او ممن يقدروا ما قدم من أعمال لنصرة الحق الجنوبي. في زمن تكالبت فيه كل وسائل الاعلام المحتكرة والموالية لنظام صنعاء تجاه وضد هذا الوطن ارضا وانسانا. فندعو الله له بالرحمة والمغفرة.. ونقول لقد رحلت وأنت من القلائل الذين في اعتقادي لولاء لم يكن ويعلم ويؤمن بعدالة قضيتنا لما قبلت او ساعدت كثيرا في ايصالها والتعريف بها. لكل ارجاء العالم وذلك من خلال كثير مما تم نشره من قبل كثير من الإعلاميين الجنوبيين. رحلت وأنت رجل سيظل رمزا لحرية الإعلام المناصر للحق في وقت وظروف تنكر فيها العديد من الإعلاميين وغيرهم لكل روابط الاخوة التي في نظرهم أنها إنما النهب والسلب وزرع ثقافة الكراهية ورفع شعار " الوحدة او الموت " لكل من قال حتى أين الشراكة اين الوحدة اين الاحتكام لمواثيق دولتين تنص على الوحدة والشراكة الحقيقية. وإقامة دولة النظام والقانون والمساواة.. إلى جنة الخلد (يا عرفات مدابش ).. .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. وعزاؤنا فيك لكل الاحرار ولا سرتك الكريمة جميعا

مقالات الكاتب