خواطر عن الغباء الجنوني !
1ـ الانتصار بداية ثلة من الأغبياء .. انتصروا ، فكانت بداية هزيمتهم ! تبعهم القطيع .. ارهبوه في البداية مزقوه شردوه ، أوقفوه في طوابير العلف الردئ وقتلوا وسجنوا كل من يقول ماااااااء . كان القطيع في النهار يحتشد ويرقص خوفاً من تهمة الخيانة والعمالة .. وفي المساء يكتمُ تأوهاته الحزينة ويخفي دموعه من عسس الليل و زوار الفجر . كان الأغبياء يقضون ساعات ليليهم بالاستمتاع بنهش لحم سخل القطيع الطري واحتساء كؤوس القبح والتأمر النتنة . كانوا يتباهون ويفتخرون بغبائهم الشديد وبانجازات العنف المنظم لتثبيت أمور مزرعة القطيع بعد أن طردوا إلى غير رجعة الرجل العجوز الذي أنشأها وجعلها جنة الدنيا . 2ـ استقطاب وتأمر في كل مرحلة زمنية جنونية تستقطب الثلة أعداد كبيرة من أغبياء القطيع وتسخّرهم في خدمة أفكارهم الرعناء التي تدمر المزرعة بعدما هرب الكثير من أفراد القطيع إلى مزارع أخرى للبحث عن حياة أفضل واشرف . كان الأغبياء في حالة تأمر مستمرة على بعضهم البعض .. وعلى استعداد دائم للتصفيات المتبادلة والإزاحة والقتل والتنكيل من اجل أرضاء ذاتهم المريضة وللحصول على المزيد من لوازم الزهو والغرور بانتمائهم العالمي .. كان الغباء الجنوني لديهم لص سريع يخطف كل آمال القطيع ويصادر حقوقه ويقتل حلمه في العيش الكريم . 3ـ تخوين كانت الحانات والمقرات التي امتلأت جدرانها بصور الزعيم اوليانوف و القائد تشي وهو يدخن السيجار الفاخر ، وصور مناضلي جبهة ساندينستا والقائد هو شي ، هي الأماكن المناسبة لتأليف الشعارات و للتنظير والدس والتأمر .. عندما يشتبهون في احدهم بأنه بدأ يُفيق من غباءهِ وانه يعمل في سبيل تطوير المزرعة وإعلاء شأن القطيع ، تنطلق خطة التخوين والإقصاء والتصفية بتهمة الانحراف بالتجربة وخيانة لنظريات الغباء الجنوني المتأصل . 4ـ تدمير الأغبياء عاثوا في المزرعة فساداً خربوها ، دمروا أشجارها الباسقة المثمرة .. داسوا بأقدامهم النتنة على أزهارها وورودها و شوّهوا جَمالها الأخاذ .. قتلوا ألاف من خيرة أفراد القطيع .. أصبحت رائحة الدم تلوث هواها العليل وصور سلخ القطيع تُنشر في أحواضها ومشاتلها ، حتى جعل الرعبُ من الدم ، رايتهُ الحمراء . صار مؤكدا الآن .. إن هذه الأفعال لا ينتجها إلا الأغبياء ! الذين حصلوا على كل شيء وأضاعوا كل شيء . لم يتبق لديهم للتباهي به غير بعض الأسس الإدارية التي وضعها الرجل العجوز لتنظيم عمل المزرعة .. اما أهدافهم وشعاراتهم الجوفاء فقد فشلت جميعها ، ولم يتبق إلا هدف واحد ، هو قدر ومصير القطيع (بيع المزرعة) ! 5ـ بيع المزرعة "بعد خراب مالطا" بأربع سنوات ، بيعت المزرعة إلى التاجر شيلوك الجشع ، الذي جمع ثروة طائلة من المال الحرام والسلب والنهب ، ولم يكتفي بهذا بل كان يجتز قطع اللحم من أفخاذ القطيع وهي واقفة دون رحمة أو شفقة ، كانت فترة هيمنة شيلوك أكثر وأطول زمناً ، استباح هو ومنافقيه وحلفاء الشر كل شيء في المزرعة حتى الأحذية والنفايات لم تسلم من جشعه . كانت تلك أقبح مرحلة مرت بها المزرعة ، دارت فيها كثيراً من الحروب وكثيراً من الدماء والأشلاء ، جاع القطيع و انهارت الأخلاق كما تنهار الأبراج العالية ، تمزق نسيج القيم وصار رماداً ينثر في الهواء .. ومع كل هذا يطلقوا على أنفسهم لقب حكماء . 6ـ المطلب الوحيد آاااااه يا رفيق العذاب والشقاء .. ماذا نريدُ أنا وأنت ؟ نريدُ نهاراً ذهبياً ، وليلاً مضيئاً تتلألأ فيه الأضواء وترسم ابتسامات الحب والسلام في مدينتنا المكلومة ، نريدُ أن يغادرنا الأغبياء الجُددْ ، لا نريدُ غباء جنوني مرة أخرى