القدس .. وقرار ترامب
كنت اعتقد قبل توقيع الرئيس الأميركي/ ترامب قراره بالأعتراف الرسمي ان القدس عاصمة لأسرائيل يوم 6/ دبسمبر/ 2017 ان التوجه الأميركي سيكون صارما مصاحبا بدعم اوروبي وربما هناك شبه رضاء من بعض القادة العرب... لكن قرائتي لإيمآت الرئيس اثناء حفل التوقيع في البيت الأبيض تدل على انه ( شخص مغرور قضى معظم حياته في اطار امبراطورية خاصة قدر بحكم ثروته ان يصل الى رئاسة اكبر دولة في العالم طبعا بمساعدة المؤسسات الأميركية الثلاث الحاكمة الفعلية والمسيطرة على إدارة شئون هذا البلد العملاق .. لكن هناك ثمة أختلافات كبيرة بين إدارة عمل مؤسسة خاصة مهما كانت سيولتها النقدية وإستثماراتها في العالم وبين العمل كرئيس دولة !! ويبدو ان الرئيس الأميركي اراد ان يجس نبض الشارع العربي الشعبي بعد ثورات الحريق العربي التي حطمت البنية التحتية والمؤسساتية واثرت على اقتصاد تلك الدول ورفعت مستوى البطالة ودخول العالم العربي في سبات عميق ! السبب الرئيسي:- ربما مرتبط بإقامة الدولة الأيرانية الأسلامية عام 79 والتي تبنت المد الثوري واستطاعت ان تصدر هذه الثقافة بأسم الصمود والمقاومة وزيفا !! وفعلا انتشر هذا الداء لينخر الجسد العربي من الداخل . السبب الثاني :- فشل المشروع القومي العربي بعد هزيمة حزيران ووفاة الزعيم الخالد/ جمال عبد الناصر وصعود الفكر الأخواني بأسم الدين وتحت ما يسمى الصحوة وثورات الحريق العربي التي انهكت الجسد العربي واستطاعت ان تغير الرسالة الاعلامية والسياسية وتخفض الاهتمام العربي بشعب وارض فلسطين !! السبب الثالث:-القضية المرفوعة ضد الرئيس في المحكمة الأميركية والشكوك بتدخل الروس في فوزه بالانتخابات التى اوصلته الى البيت الأبيض !! فعلا نسجل للادارة الأميركية اعلان وتوقيت القرار بأمتياز .. لكن إيماننا برسالتنا السماوية وتوجيهات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال :- ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ )، ويقول القائد الفلسطيني الراحل/ ياسر عرفات :- كلمته الشهيرة:-هذا شعب الجباريين !! الخلاصة وقراءت الحدث :- ربما يريد الرئيس الأميركي إنتزاع قرار واجماع فلسطيني و عربي بالاعتراف بدولة اسرائيل وبالتالي كتابة إسمه) ( كصانع قرار وسلام ووئام وتسامح بين الاسرائيليين والعرب وحل مشكلة الشرق الأوسط العصية ولمدة تزيد عن 70 عاما.. وسيكون الأشجع والأفضل بين الرؤساء الاميركيين الذين تعاقبوا على الحكم منذ صدور القرار الاميركي قبل 20 عاما!! وربما هناك اخفاق في سياسة الرئيس الداخلية ويطمح الفريق المساعد له رفع المعنويات والهروب الى الأمام !!؟