ثلاث قوى رئيسية تحارب الإرهاب باليمن
نعم هي ثلاث قوى رئيسية التي تحارب الإرهاب محاربة حقيقية باليمن…ففي الشمال حركة الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام -أو ما تبقى منه-…وفي الجنوب الحراك الجنوبي بكل تشكيلاته وقواته الامنية الحديثة الحزام والنُخب الأمنية بالمحافظات الجنوبية ومقاومته الوطنية- الغير مؤدلجة مذهبياً- وغيرها من القوى والشخصيات الاجتماعية الجنوبية المستقلة التي ظلت وما تزال تتصدى لهذا الفكر المتطرف,مع ضرورة الإشارة هنا إلى ما يلي: 1- أن المؤتمر الشعبي العام كانت له علاقات واسعة بقيادات الجماعات المتطرفة منذ عقود, استخدمها بمشاركة حزب الاصلاح كسلاح بوجه خصومه –خصومهم- السياسيين وبالذات الحزب الاشتراكي منذ غداة عام الوحدة 90م.ولكنه أي المؤتمر الشعبي بالسنوات الأخيرة وتحديداً بعد انتخابات 2006م الرئاسية بدأ يتخلى عن هذه الجماعات الى حد كبير رغبة منه أو رهبة من غيره, وإنفاذا لحاجة تحالفاته المتبدلة ,خصوصا أن قبضته قد ارتخت أمام هذه الجماعات وفقد التحكم بها وبتوجيهها كما درجت عادته, وتحول جزؤه الأعظم بنظر قطاع واسع من هذه الجماعات الى عدوِ لدود مهدور الدم وبالذات بعد خروجه من السلطة, وبشكل أكبر وأوضح بعد تحالفه مع الحركة الحوثية مع بداية حرب2015م ,حيث تحولت العلاقة بينه وبين تلك الجماعات الى خصومة فكرية وسياسية صريحة بحكم التحشيد المذهبي الواسع الذي اعتمده التحالف -السعودية والإمارات- بوجه من يسميهم بالانقلابين و الشيعية” المجوس” في صنعاء- ومنهم بالتأكيد المؤتمر الشعبي- حتى 4 ديسمبر كانون الأول الماضي يوم مصرع الرئيس السابق صالح, وأضحت بالتالي علاقة الحزب الفكرية والسياسية مع هذه الجماعات بحكم المنتهية أو بحالة طلاق واضحة للعيان,ولكنه يظل طلاقا غير بائنا كون طبع السياسة لا يستقر على حال, ولها تحالفاتها المتناقضة بين كل حين, فربما يعيد العميد طارق صالح الأحمر من الساحل الغربي ماضي تلك التحالفات مع تلك الجماعات- إن لم يكن قد شرع فعلا بذلك- تحت إلحاح الحاجة العسكرية والرغبة الإمارتية, هذه الرغبة التي تتقوى بشكل أكبر كلما اشتد صراع أبوظبي مع حزب الاصلاح ,هذا الحزب المصنف إماراتيا بالحركة الإخوانية الارهابية, وهي الرغبة التي أعادته أي العميد طارق الى الواجهة بعد مغادرته خلسة صنعاء خوفا من سطوة الحركة الحوثية . 2-الحراك الجنوبي ومقاومته الجنوبية برغم خصومته ورفضه لهذا الفكر المتطرف بحكم خلفيته أي الحراك الجنوبي المدنية إلا أن مقاومته الجنوبية وقطاع واسع داخله قد تحالفت مع كثير من هذه الجماعات بمختلف انتماءاتها الفكرية العنيفة منذ اليوم الأول لهذه الحرب- 2015-م-,تحالف الضرورة كما يقول البعض-. مع أنه يبدو بالأصح تحالف -الإكراه- المفروض فرضاً على الجنوب من قبل السعودية والإمارات.وحين نقول انه تحالف الإكراه فلأن الحراك الجنوبي هو حركة سياسية ثورية وطنية بدرجة أساسية ليس لها أي بُعد مذهب أو ميول طائفي يجبرها على نسج تحالفات من هذا النوع ومع هكذا جماعات كما تفعل بعض القوى السياسية اليمنية والاقليمية التي وظّفتْ الدين سياسيا بشكل مريع, كما أنه أي الحراك الجنوبي يدرك – أو يجب أن يدرك- أن انخراطه بالصراع المذهبي الذي يُــراد له وللجنوب بل ولليمن كله الانخراط فيه سيكون بمثابة رصاصة قاتلة تطلق على رأس قضيته السياسية والوطنية” القضية الجنوبية” ,فقد يجرفه مثل هكذا تيار طائفي بعيداَ عن شواطئ قضيته الوطنية والسياسية. مع التنويه أن ثمة رموزا دينية جنوبية موزعة بين معتدلة ومتشددة تنضوي تحت إطار الحراك الجنوبي, ولكنها محدودة العدد والتأثير بحكم ان الحراك بالأصل أتى ويتواجد في تربة غير خصبة للفكر المتشدد ولهذا فهذه الرموز غير مؤثرة سلباً . 3- الحزب الاشتراكي.. سواءً أتفقنا أو اختلفنا معه ومع مواقفه السياسية حيال بعض القضايا إلا أنه يظل هو القوة الحزبية والسياسية التي حاربت الإرهاب بكفائه عالية ولحسابات وطنية خالصة, ولم يتحالف يوما مع عناصر التطرف بل كان هدفا لها , خصوصا بالنصف الأول من عقد التسعينات وهو العقد الذي شهد الانبثاقة الكبيرة والعصر الذهبي لهذه العناصر المتشددة العائدة حينها من افغانستان, تلك الفترة التي كان فيها الاشتراكي ما يزال جزءاً أساسيا من السلطة الحاكمة بصنعاء حتى يوليو 94م قبل أن يتم التخلص منه ومن الجنوب ككل كشريك وحدوي بتلك الحرب- الكارثة-, فتوجهه السياسي والفكري اليساري الحداثي أبقاه بحالة خصومه مع هذه الأفكار المتطرفة, ومحصنا من فكرها العنيف.