لبوكم الراعة
رغم خجلي الشديد من تكرار الكتابة عن طريق الجسر البحري إلا أن عدم خجل المعنيين بأمره والواقفين وراء استمرار ترحيل انجازه والفروغ منه، هو ما يجعلني استقوي على خجلي في معاودة الكتابة عنه، لما لهذا الطريق من أهمية كبيرة لا على مستوى حل مشكلات الاختناقات الحاصلة على جزئه القديم الذي أصبح أي حادث بسيط يتسبب في إغلاقه لساعات لتنعكس آثاره المزعجة بسرعة الصوت، فيتحول عمق وقلب عدن العاصمة المؤقتة والمنطقة الحرة المأمول تحققها إلى مستنقع فوضى وخوف ورعب يطال الجميع. نعم ما من حيلة إلا أن أهون من خجلي مقابل شيوع واستفحال عدم خجل المسؤولين كافة والمعنيين المباشرين خاصة.. فأقول مذكراً بما قلته قبلاً في مواضيع سابقة (لماذا يراد لهذا المشروع الإستراتيجي على تواضعه أن يظل مقفلاً بعيداً عن الوصول إلى يوم تصبح فيه الحركة بفضل انجازه سهلة وميسرة وقادرة على أن تشكل إضافة نوعية لانتعاش مجالات أخرى تجارية واقتصادية وجمالية ونفسية أشد ما نكون حاجة لها). لماذا يصر القائمون عليه والمعنيون بأمر جعله حقيقة حية ملموسة، على مواصلة جعله مجرد حلم بعيد المنال نواصل الليالي والأيام ونحن نسأل أنفسنا إلى متى؟ وكم يحتاج من الوقت أكثر مما مضى ليصبح حقيقة نمضي عليه محاطين بأسباب كثيرة توفر لنا ولمركباتنا الأمان والارتياح، ويصبح أحد منافذنا الشحيحة للإطلالة على مستقبل حالم قابل لتحقيق المزيد مما ينفعنا وينفع أجيالنا، ويخرجنا وإياهم من حالة الضيق والحصار والاختناق الذي تسببه وتتسبب به البنية التحتية المهدمة وغير القادرة على استيعاب التوسع في عدد السكان والبنيان و.. و.... الخ. ولماذا يريد من يقفون خلف هزائمنا النفسية والاقتصادية والصحية والثقافية والروحية عموماً، جعل كل ما حولنا صعب التبدل والتحول والتغير، لا بل إنهم يتعمدون تحويل القديم منها إلى مجرد أطلال موحشة تثير في النفس والروح التذمر والنفور، كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر في طريق الجسر القديم، الذي أصبح بلا إضاءة ولا إشارات مرور ولا خطوط أرضية ولا رقابة مرورية، منذ أن حلت أكذوبة توسيع الطريق الذي تحول إلى نكبة بدلاً من أن يكون نعمة. إنه بحق مشروع الخطوة التي تبدأ بمليون ميل.