إلى السيد جريفيثس.. ننشد السلام والعيش دون احتلال ولا محتل

ن عدن الحبيبة عاصمة الجنوب الأبية نبلغكم السلام من عدن الصامدة الصابرة نبلغكم السلام.. من عدن الحبيسة والرهينة. السيد مارتن جريفيثس المحترم ألا ترى يا سيدي أننا لا نملك إلا السلام نتمناه لأنفسنا ونرسله إليكم.. يحرموننا من الماء والغذاء ونصبر ونصر على السلام.. لا نملك وقودا ولا كهرباء ونؤكد على السلام.. لا نملك رواتب ومسرحين ومتقاعدين قسرا ونتمسك بالسلام.. لم يعد أطفالنا يموتون جوعاً في أطراف الأزارق فقط ولكن أصبحوا يموتون جوعاً بسلام وهدوء وسكينة حتى في قلب العاصمة عدن.. وأصبح فلذات أكبادنا الصغار مرعوبين ويخافون أن يذهبوا إلى المدارس حتى لا تصيبهم رصاصات طائشة غادرة من خلف حيطان مدارسهم فتخترق أجسادهم الغضة وتحرق قلوبنا المكلومة.. لقد غادر السلام حتى مدارسنا ورياض أطفالنا. السيد مارتن جريفيثس المحترم يقتلون كوادرنا وشبابنا كل يوم ونحن نكتم القهر والألم ونزفهم إلى المقابر على أمل الحصول بعدها على السلام.. يصرون بأننا ورق على طاولة لعبة سياسية يتحكم فيها أمراء الحرب والخراب ونصر نحن أننا بشر نحس كما تحسون ونحزن كما تحزنون، ولكننا لا نستطيع أن نفرح كما يفعل الجميع ونريد فقط أن نعيش بسلام كما تعيشون أنتم.. فقط نريد أن نعيش لا أكثر، أن نحيا كما نحب لا أكثر.. حتى هذا نريده بسلام وبدون حرب.. سئمنا أن نحارب لكي نعيش من عام 94 حتى اليوم، ونريد أن نجرب كيف يكون العيش بسلام بلا قهر ولا إذلال ولا تركيع ولا إهانة، باختصار يا سيدي بلا احتلال ولا محتل. السيد الكريم مارتن استمعنا إلى إحاطتكم وإلى مداخلات السيد مارك والسيد ديفيد والآنسة الفاضلة رشا.. أسعدتنا إحاطتكم ويكفي أنكم مستمرون في تذكير العالم بأن لنا قضية تسمونها أنتم (ملف) الجنوب ونسميها نحن (شعب) الجنوب.. تقطع قلب السيد مارك والسيد ديفيد من مجرد زيارة إلى أرض الواقع.. فماذا تعتقدون كيف هو حال قلوبنا نحن أهل هذا الواقع؟! بل نحن الواقع نفسه بكل مآسيه الذي لم تروا إلا ما هو مرئي وعلى السطح وهو قمة جبل الجليد في بحر معانات شعبي فقط لا غير.. السيدة رشا جرهوم شكراً لك يقول المصريون (عمر الدم ما يبقى ميه). السيد جريفيثس الفاضل نعلم أنكم تتفهمون قضيتنا ونعلم أنكم مقيدون بالقرار 2216 ونعلم أن قوى النفوذ والمصالح التي أفشلت محاولات كل من سبقكم لن تترككم لتصلون إلى حل، ولكن نعرف أيضاً أنكم جادون ولديكم كل العزم وتحاولون أن تحصلوا على ما يلزم من دعم لتجاوز كل هذه المعوقات. السيد مارتن جريفيثس الفاضل أنتم تقولون إنكم تستمعون إلى أصواتنا نحن الجنوبيين، ونحن نقول لكم نحن نعرف أنكم تستمعون إلينا ولكن نحن نتمنى أن تنصتوا إلينا ومباشرة وبدون وسطاء.. نحن من نحن وكما نحن لا من يقدم لكم أنهم نحن أو من يحاول أن يصنع لكم بدائل عنا نحن.. المجلس الانتقالي الحاصل على ما يكفي من التفويض الشعبي مع الإرادة والقدرة والعزيمة والحرص على أن ينفتح وهو الكيان الأكثر تمثيلاً لقضية شعب الجنوب والأكثر شرعية والأكثر قدرة على تنفيذ أي اتفاق والمحافظة على الأمن والاستقرار الكامل والشامل والحفاظ على السلام والمشاركة في إيقاف الحرب التي لم يكن طرفاً في إشعالها، ولكنه يمكن أن يكون مساهما أساسيا في إيقافها. السيد مارتن المحترم شعبي في الجنوب يتطلع إلى سلام عادل يحفظ لهم حقهم في العيش الحر الكريم، ونحن نتطلع بإيجابية للعمل معكم على الوصول إلى هذه الغاية.. ونستطيع أن نفعل ذلك مباشرة معكم ولدينا لذلك الإرادة والنية والقدرة مدعومين بمشروعية مطالبنا في استعادة دولتنا الحرة المستقلة كاملة السيادة، إما بالحوار والتفاوض بين حكومة الشمال وحكومة الجنوب أو بحقنا في تقرير مصيرنا عن طريق الاستفتاء. السيد مارتن جريفيثس المحترم إننا نكرر القول هنا مرة أخرى إن تجريب وحدة اندماجية فاشلة (ولو حاولوا تزيين تسميتها وأقلمتها) أوصلتنا إلى ما نحن فيه من كارثة ودول الإقليم والعالم من محنة لا يعد مخرجاً سديدا أو حتى ممكناً. إن وجود حكومة شراكة وطنية جنوبية مقابل حكومة شراكة وطنية شمالية أمر أقرب للتنفيذ ومع وجود دعم وإرادة دولية يمكن أن يتحقق على الأرض وهو الضمان الوحيد لحل دائم وعادل ومستقر وتستطيع الحكومتان بعدها وبرعاية وإشراف الأمم المتحدة أن تصل إلى تفاهمات أو اتفاقات بالتراضي أو اللجوء إلى الاستفتاء في الجنوب كمخرج مكفول ومحمي بالقانون الدولي. السيد مارتن جريفيثس الفاضل إن السلام لكي يتحقق يحتاج إلى شركاء لهم مصلحة حقيقية منه.. أما أن نطلب السلام من نافخي الكير وصناع الحروب وتجارها فهو أمر لا يستقيم.. إن السلام الشامل والدائم لا يمكن أن يبنى إلا على العدل، وإن أي تجاوز للقضية الجنوبية وممثلها على الأرض الشرعي والمفوض لا يمكن أن يكون قرارا عادلا وبالتالي لن يقود إلى السلام.. سلامة وعدالة قراركم مع حق وعدالة قضية شعب الجنوب حتماً سيؤدي إلى السلام المنشود ونحن معكم يدا بيد سنجتهد في الوصول إليه.. لقد فرضت علينا حربان والآن نحن نعيش منذ 4 سنوات تحت نيران المدافع والمتفجرات والمفخخين والمفخخات ودفعنا الآلاف من الشهداء والجرحى ومئات الآلاف من الثكالى واليتامى والأرامل، ألا يكفي ذلك ليبرر حقنا في الحصول على إمكانية العيش بسلام بدون أن نهدد مرة أخرى لا من صنعاء أو مأرب ولا من غيرها، وألا نسحق مرة ثالثة تحت شعار «الوحدة أو الموت» الذي يسعون بكل الطرق معكم إلى إعادة شرعنتها بأي شكل إلى حين فقط حتى ينقضوا محتلين مرة أخرى. السيد مارتن جريفيثس ساعدونا على أن نحصل على مخرج آمن للعيش بسلام.. لقد سئمنا أن يستقوى علينا بالسلطة والقوة والكثرة، وسئمنا أن نستضعف ولا ننوي أن نصبر أكثر. * رئيس القيادة المحلية لانتقالي عدن

مقالات الكاتب