الشهيد محمد طمّاح
تعرفت على الشهيد محمد صالح طمّاح عن قرب وتحديدا في العام 2010م وكانت البداية في منطقة القدمة بجبال يافع في احدى الاجتماعات الهادفة لتوحيد المكونات الحراكية المتناثرة الحاملة للقضية الجنوبية فقد كان شخصا لطيفا سرعان ما يدخل القلب بدماثة خلقه وسرعة بديهته فكان ذو اطلاع ومعرفة تاريخية جيدة بكل مراحل الحركة الثورية ومعرفته بمن يقوم بتزوير التاريخ من قبل الفئات المنتصرة في مراحل الصراع، كما كان رافضا وبشدة ما يقوم به البعض من استغلال رخيص وانتهازية قذرة لاستغلال القضية والتكسب من خلالها ولم يقف في صفهم ولم يؤيدهم في انحرافات مساراتهم، صحيح انه اللقاء الأول بالنسبة لي معه لكنني شعرت بالتقدير والاحترام الذي كان يكنّه لي وبمتابعته لكتاباتي المتواضعة حتى أنه ذكر ذلك في آخر لقاء جمعني به وآخرين في مقر سكنه المتواضع بالرياض قبل أسبوعين وليتهم يفهمون، كان رحمه الله صاحب مواقف وطنية صادقة وها هو قد دفع حياته ثمنا لها اسأل الله أن يتقبله في الشهداء وأن يتجاوز عن سيئاته. ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، لم يكن الشهيد أول الدافعين لضريبة مواقفهم الوطنية من دمائهم ولن يكون الأخير فقد سبقته كوكبة من الشهداء من خيرة الرجال تعددت أساليب الغدر بهم وسيتلوه الكثير إن لم تُتخذ الاجراءات اللازمة والصارمة وتكشف كل الجهات التي تقف وراء هذا العبث الذي يُطال شرفاء الوطن، أما إن استمرت مواقفنا تصب جميعها في عبارات شجب ورسائل نعي لا قيمة لها فلن يطول الزمن حتى يتم القضاء على أي صوت يُرفع في وجه العبث بحاضرنا ومستقبل أبنائنا. الحكومة الشرعية مطالبة باتخاذ موقف صارم تجاه ما يحدث وكذلك التحالف هاتين الجهتين يقع على عاتقهما البحث والوقوف بشكل جدي أمام ما يحدث لأنصارهم ومن يقف في خندقهم. إنه لشيء مؤسف أن يتم اصطياد كل صوت حر وعلى مرأى ومسمع دون أن يُحرّك ساكنا. لم يبق شيخ ولا عالم ولا مفكر ولا عسكري شريف الا وتم اغتياله هل المطلوب أن تخلو الساحة في الجنوب خاصة للرعاع والمتعصبين والذين تلتف حول اسمائهم عشرات من علامات الاستفهام؟ هل المطلوب أن يتولَّ أمرنا أسوأ من فينا وتحوي القبور خيرة رجالنا؟ أم هو مكتوب على الجنوب والجنوبيين أن يدفعوا ضرائب صراعات الطامعين ولصوص السلطة على مدار نصف قرن؟ طمّاح رحل شهيدا ولطف الله بمن كانوا معه فهل سيكون آخر شهداء الكيد والغدر أم أن الحبل مازال على الجرار؟ لم تعد الكلمات تكفي ولم يعد للحديث معنى أصبح ما نقوله وما نكتبه مجرد خربشات ومساحة للتنفيس عما يجول بخواطرنا ويؤلمنا ما يحدث يحتاج مواقف حازمة وحاسمة ابتداء من المواطن البسيط حتى اعلى هرم في السلطة وقيادة التحالف الذي وضعنا ثقتنا فيه. خاتمة شعرية: للشاعر احمد مطر القاتلُ المأجورُ وجهٌ أسودٌ يُخفي مئاتِ الأوجه الصفراءِ هي أوجهٌ أعجازُها منها استحتْ والخِزْيُ غطَاها على استحياءِ لمثقفٍ أوراقُه رزمُ الصكوكِ وحِبْرُهُ فيها دمُ الشهداء ولكاتبٍ أقلامُهُ مشدودةٌ بحبال صوت جلالةِ الأمراء ولشاعرٍ يكتظُّ من عَسَـلِ النعيمِ على حسابِ مَرارةِ البؤساءِ ويَجـرُّ عِصمتَه لأبواب الخَنا ملفوفةً بقصيدةٍ عصماءِ ! ولثائرٍ يرنو إلى الحريّةِ الحمراءِ عبرَ الليلةِ الحمراءِ ويعومُ في "عَرَقِ" النضالِ ويحتسي أنخابَهُ في صحَة الأشلاءِ ويكُفُّ عن ضغط الزِّنادِ مخافةً من عجز إصبعه لدى "الإمضاءِ" ! ولحاكمٍ إن دقَّ نورُ الوعْي ظُلْمَتَهُ، شكا من شدَّةِ الضوضاءِ وَسِعَتْ أساطيلَ الغُزاةِ بلادُهُ لكنَها ضاقتْ على الآراءِ ونفاكَ وَهْـوَ مُخَـمِّنٌ أنَّ الرَدى بك مُحْدقُ، فالنفيُ كالإفناءِ ! الكلُّ مشتركٌ بقتلِكَ، إنّما نابت يَدُ الجاني عن الشُّركاءِ