الموقف الروسي المطلوب لدعم القضية الجنوبية
يقوم وزير خارجية روسيا بزيارة لعدد من دول شمال افريقيا لتدارس معهم حول الازمة في ليبيا التي كانت تربطها بعلاقات وثيقة بنظام القذافي خاصة في مجال التسليح العسكري والسؤال هو لماذا روسيا تخلت عن علاقتها التاريخية باليمن جنوبي حيث كادت علاقاتها ان تكون كعلاقاتها بدول الكوميكون وحلف وارسو دون ان يكون الجنوب عضواً فيهما فاغلب التسليح في ذلك الوقت مصدره الاتحاد السوفيتي واغلب النخب خاصة النخب العسكرية تخرجت ودرست في الاتحاد السوفيتي بما فيهم الرئيس هادي الحالي لليمن وكان للا تحاد السوفيتي قواعد عسكرية في الجنوب نفي البعض ذلك علي اعتبار انها كانت لها تسهيلات في بعض مناطق الجنوب لم ترتقي الي اعتبارها قواعد عسكرية !! السؤال هو لماذا لم تولي روسيا اهتماماً خاصا بالقضية الجنوبية من باب علاقتها السابقة وهي تري قيادات عسكرية جنوبية كبيرة يتم اغتيالها بشكل منهجي منظم هل لان الجنوب وضعه القانوني كطرفاً في دولة الوحدة اذا دعمت تطلعاته سيعتبر وكان روسيا تشجع انفصاله عن دولة الوحدة هل يحتاج الامر التذكير بان دول البلطيق الثلاث التي ضمت باالقوة من قبل ستالين الي الاتحاد السوفيتي وهي كانت دول مستقلة عضواً في ( عصبة الامم / التي انشات بعدها الامم المتحدة ) اقر جورباتشوف باستقلاليتها وخروجها من الاتحاد السوفيتي لتنظم كدول مستقلة الي الامم المتحدة وماذا عن الموضوع الخلاف حول أوكرانيا وموقف روسيا نحوها صحيح ان الجنوب لم يضم بالقوة في قيام الجمهورية اليمنية وإنما تم ذلك بارادة قيادته السياسية وليس عبر استفتائه من قبل الشعب الذي طرح الاستفتاء علي دستور الوحدة بعد قيامها بعام وليس علي الوحدة ذاتها والأمران مختلفان احد أسباب عودة اهتمام روسيا بليبيا يعود برغبتها عدم ترك تحديد مستقبل ليبيا حكراً علي الغرب خاصة علي فرنسا وإيطاليا فلماذا لا تساهم روسيا الان وليس غداً في الشأن الجنوبي وهي تربطها ايضا علاقات ودية باليمن منذ عقود تختلف طبيعتها عن علاقتها باليمن الجنوبي وتستطيع عبر علاقتها بالطرفين مع توثق علاقاتها بالسعودية ودول الخليج الأخري فتح نوافذ جديدة في سبل حل القضية الجنوبية بوجه خاص وحل الازمة اليمنية بصفة عامة لان استقرار المنافذ الاستراتيجية الدولية التي تشرف عليها الجنوب لا يقل أهمية عن البحر الأسود بالنسبة لروسيا ولهذا عمد الاتحاد السوفيتي بعد خروج بريطانيا ان يكون له تواجد مكثف في جنوب اليمن لاهميته الاستراتيجية في توازن العلاقات الدولية بينها وبين الغرب.