بأي حال عدت يا عيد..؟
* ومن له نفس للعيد في ظل هذه الأرواح البريئة التي تزهق في عدن والجنوب ليلا ونهارا..؟ * من له نفس يفرح ويغني مع صفاء أبو السعود (أهلا بالعيد) وأرض الجنوب الموحلة لم تغادر حمام الدم الذي لا يفرق بين قيادي عسكري أو جندي على باب الله..؟ * من له نفس يشتري كسوة العيد وسط دماء تراق دون ذنب، ووسط ملعب جنوبي دامٍ تحول إلى مواجهات مفتوحة مع عدو مستتر وآخر ظاهر..؟ * من له نفس يبتهج للعيد، وقوى داخلية وخارجية تتخذ من عدن مسرحا لتصفية قيادات من الطراز الأول، كان لها الأثر الأكبر في إحباط مخطط إيران وأدواتها في المنطقة..؟ * من له نفس يلتقط أنفاسه في إجازة العيد، والعويل يسكن كل بيت جنوبي؟ ومن له نفس ينام براحة بال والجنوب يودع كل يوم بطلا من أبطاله، فيما الفاعل ينفذ بجلده..؟ * من له نفس يتنزه في العيد وهو يعرف تماما أن المنظومة الأمنية مخترقة، وأن الجهات الأمنية (شذر مذر) تعمل بعشوائية دون عمل ممنهج، ودون حس جماعي يكشف الجريمة قبل وقوعها..؟ * من له نفس يلعب أو يشارك في مجالس (الفرفشة) وشمس عدن تحجبها سحب دموية لا تنذر سوى بتواصل مسلسل استهداف كبار القوم الذين سطروا أعظم الملاحم في الدفاع عن الأرض والعرض..؟ * أي عيد يمكنه غسل أحزاننا ويستر بؤسنا، وعدن في دوامة من الارتجال والعشوائية، ما إن تغادر حفرة الوداع حتى تسقط مجددا في (دحديرة) من الأوجاع والآلام..؟ * أي عيد نستقبل وأبناء الشمال مشردون عن بيوتهم، يغتالهم هم الليل وذل النهار يوميا، يموتون بيننا غرباء، وينزحون من بيوتهم بوجع صامت..؟ * أسأل بلسان (المتنبي): بأي حال عدت يا عيد؟ عدن تستقبلك بأشلاء أبطالها، وجماجم أبريائها وبحرقة أمهاتها الثكالى، ولوعة أطفالها اليتامى، وبحداد أسود الطيلسان ينعي كل تلك النفوس التي أزهقتها فرق الموت المسيرة المنتشرة تحت جنح الظلام.. * عدن تستقبلك بمواكب جنائزية لا حصر لها، فهل لك أيها العيد أن تقف حائلا بين جندي وعبوة ناسفة؟ هل لك أن تحمي أطفالنا في المتنزهات من سيارة مفخخة..؟ هل لك أن تكتب في دفاتر أطفالنا سطرين فرح، وترحل العذاب إلى دفاتر تجار البشر والحجر..؟ * عدن تستقبلك ببيانات النعي ومصفوفات البغي، وترحب بك سماؤها الباكية الملبدة بغربان تنعق وبوم تنعب.. * قل لنا يا عيد: كيف نلبس وجيوب المواطنين خاوية على عروشها..؟ كيف للنازح أن يهلل ويضحك من قلبه وهو يلتحف السماء، ويمد يد المذلة لمن لا يزن حبة خردل في سوق البشرية..؟ كيف نحلم بلحمة العيد، وقيمة الكبش الواحد أغلى من أي لاعب يمني محترف في الخارج..؟ * نعم أيها العيد السماء افتدت إسماعيل بكبش إلهي، لكن تجار الحروب وسماسرة إبليس في هذا الوطن الذي اغتال سياسيوه الفقه والحكمة بليل يضحون بالشرفاء والأبطال والفقراء المعدمين.. * هيا أيها العيد، حل لي هذه الفزورة: أتخن شنب مواطن راتبه الشهري ثمانين ألف ريال، فيما ثمن الكبش (النينو) يفوق الراتب بضعفين على الأقل، فمن أين يكتسي؟ ومن أين يعوض الفارق؟ فيما العوض دائما وأبدا على الله الذي يعطي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء..!