فنجان البحسني يطفح غضبا !

في الوقت الذي كان فيه المحافظ البحسني يواجه بالصبر تجاهل الحكومة الشرعية المستمر من قبلها لمطالب #حضرموت المشروعة أن يتحمل كل السخط والغليان الذي يبديه الشارع الحضرمي في المقابل جراء تردي الوضع الخدمي بالمحافظة, وعلى المتوقع ان تبادل الحكومة الشرعية هذا الإخلاص من البحسني بالالتزام بواجباتها ومسؤولياتها تجاة المحافظة، على الاقل حرصا لتجنب خسارة اكثر رجالها احتراما لإنظمتها وقوانينها, واكثرهم ولاءا لها ولرئيسا. ولكن ما حصل من هذه الحكومة هو العكس فرغم التزام البحسني بكل قوانين الدولة، تصر الحكومة على المماطلة في التزامها بمسؤولياتها تجاه مطالب المحافظة وتتمادى في استغلال ثرواتها في الوقت التي يعاني فيه المواطنين ويفتقرون لأبسط حقوقهم الخدمية. اما الأن وبعد ان طفح فنجان البحسني غضبا, تغير كل شيء على ما يبد فقد وصلت المماطلة لرواتب الجنود، ولن تفيد أي محاولة من قبل الحكومة لتهدئه الأمر، فقد اتخذ الرجل قراره وتصدير النفط حتى سيتوقف، ولكن قبل هذا هناك عدة أمور يجب ان نستوعبها جيدا ونفهم ان غليان البحسني على الحكومة مؤقت مالم يستمد وقوده من غضب المواطنين وفوران الشارع، ويقابله في الوقت نفسه التفاف وتأييد شعبي لقراره يعقبه خروج جماهيري للمطالبة بكل الحقوق المشروعة لحضرموت، فهذا الوقت بالذات ليس مناسبا للمهاترات والانتقادات ولا حتى مناسبا للمؤمرات الحزبية والسياسية، هي لحظة تاريخية مفصلية ربما لن تتكر، ويجب استغلالها قبل فوات الأوان. وفي الوقت هذا بكل تأكيد يواجه البحسني ضغوطا كبيرة من الشرعية ربما لم يواجه مثلها من قبل منذ توليه هرم السلطة بالمحافظة، ولن تكون هذه الضغوط مجدية مالم يلقى حوله حاضنه شعبية, تعيقه عن التراجع عن قراره أو الرضوخ لهذه الضغوطات، في حين أن اي تخادل مجتمعي في دعم قرار البحسني يجهض مستقبلا حق الجميع في المطالبة بأي حقوق،ولا حتى محاسبة البحسني نفسه عن أي تقصير او تدني في الخدمات.

مقالات الكاتب