بالانتقالي نضمن عدم الرجوع للمربع الاول
ايا كان المتابع للمواضيع التي نفرت تنخر فيها، وتحلق وتحوم حولها جل ومعضم الحوارات القصيرة منها والمطولة،البسيطة،والمعقدة التي وجدت طريقها دفعة واحدة إلى مواقع التواصل الاجتماعي من انترنت وصحف ولقاءات وحوارات اذاعية مسموعة، ومرئية متلفزة قبل وأثناء وبعد التوقيع الذي جرى في الخامس من نوفمبر الجاري بين المجلس الانتقالي والشرعية الذي شهدته الرياض برعاية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. سيجد أنها أي هذه المساجلات والمراددات المنطوقة والمكتوبة وكأنها قد اذعنت طوعا وكرها لان تدار بخبث ومكر شديدين، بحيث تبقى مقتصرة على المناكفات والمهاترات، والتطبيل، والتهليل من جهة، والتوقعات التي لاتوحي بدنو المهالك والفواجع وحسب بل وتمد من شهية ورغبة من يريد ان يدلي بدلوه في غمار تعزيز وتضخيم موائل هذه الشقاقات، والتنافرات ،والمواجهات موسعا من احتمالات وقوعها ومضيقا من أسباب تحاشيها و الفكاك منها. والملفت هنا أنه وبسبب من ذلك قد أصبحنا جميعا مسيرين لا مخيرين لمواصلة التمترس والاحتشاد الذي تفوح منه رائحة النار والبارود والتخوين وتعميق عدم الثقة والصطفافات الموبوءة والمكللة بالسواد، والإنذار بمواجهات دامية مرتقبة ووشيكة. والمؤسف أن من يتربع على منصات هذه القعقعة المنذرة باشؤم هم من المثقفين، والساسة، والتكوينات والمواقع الإعلامية العامة والخاصة، التي باتت وبسبب من غرقها في هذا المازق تتبع المزاج الشعبي البسيط وتناقاد له بدلا من قيادته وتوجيهه فاقدة بذلك أي قدرة على أن تنهض بأي دور تاريخي لها.واصبحت لا تجد نفسها إلا في مزيد من الانخراط في بوتقةالا أفق،والافعل والا إدراك للامساك بزمام المبادرة للخروج بالمجتمع والحياة إلى بر الأمان. الذي يتجسد اليوم بكل ممكن، ومتاح من خلال هذا التوقيع الذي اجترحة بكل حكمة واصطبار الانتقالي الجنوبي ومعه الخيرين المتفهمين لطبيعة المرحلة ومتطلباتها. والذي لا يتأتى حتما عبر مباشره ماشرع يلهث به المازومون من ذوي المصالح الضيقة وتجار الحروب والمنتفعين الذين انبروا خفافا وثقالا للوي عنق الشارع عن اولوياته وثقته بنفسه ومكوناته للخروج من قمقم الضياع والاحتراب. إلى رحاب الأمن والاستقرار والنمو، من خلال مااصبح متاحا له فعلا بفعل التوقيع على اتفاق الرياض . الذي ولا شك قد حمل في جنباته امكانات الشروع في أحداث تحولات نوعية على طريق استعادة الدولة الجنوبية لا عبر البندقية واشعارات المحرضة على الفرقة والاحتراب، وإنما عن طريق تعزيز دور المؤسسات الاقتصادية والخدمية والعسكرية.وفرض سلطة النظام والقانون وانتهاج مبدا المحاسبة واستعادة الأموال المنهوبة.والتفرغ للبناء والتعمير ومواجهة الاختلالات، واستغلال التروات لإصلاح جميع مناحي الحياة ، وهو الطريق الذي لا يمكن قطعه بنجاح إلا بضمان حظور جهد ووعي الشارع الجنوبي كقوة ضاغطة مدركة وقادرة.والذي به تستطيع نيل كافة حقوقها ومطالباتها المشروعة. كما أن ماسيصبح عليه الجنوب من قوة واعية ومدركة ذا تأثير حي. لابد وأن يفضي باضرورة إلى تحولات نوعية في شمال اليمن وتخليصها من كابوس الحكم الامامي الكهنوتي وعصابات النهب والارتزاق التي حكمته وتتطلع لمواصلة حكمه لعقود قادمة. وهو الخلاص الذي نجده اليوم معقود بناصية الانتقالي وماقطعها من أشواط إلى اليوم على الصعيدين السياسي والاجتماعي لا تجعله خصما بل عونا على إنجاز العديد من التحولات الجادة على مستوى الجنوب والشمال معا.