كتبوا له خطاباً ... و قرأ لهم خطاباً آخراً

إستمعت كغيري لخطاب فخامة الرئيس هادي، و ما كنت اتوقعه من الخطاب قد حدث بالرغم من بعض المخاوف. كان يحيط بهادي ديناصورات الشرعية الذي يريد بعضهم ان ينال من هادي و بعضهم يريد ان ينال من التحالف، و بعضهم يريد ان يغيّر التحالف بالعثمانيين، الا ان هادي استطاع ان يمسك العصا من الوسط. كل الديناصورات كانوا يتوقعون من هادي ان يهاجم الانتقالي و يلومه بشراسة، الا انه خاب ظنهم، فلم يصف الإنتقالي بالإنقلابي كما وصف به الحوثي، و انما قال عن الانتقالي انهم اولادي و انهم قاموا بتمرد، و هذا يعني و كأن الانتقالي من ضمن الشرعية. *** كان حزب الاصلاح و جماعة قطر و تركيا يُمنيّان النفس بأن يدعي الرئيس هادي مجلس الدفاع الوطني، و يعلن كما رغبا بفشل اتفاق الرياض، و انتقاد السعودية، بل و يعلن إخراج الإمارات من التحالف، و عليه يطالب قوات الشرعية بإستعادة سقطرى، و إستعادة عدن. *** تحدث فخامة الرئيس حتى يرضي جماعة الإصلاح بقوله ان ما حدث في سقطرى يبعث على الأسف و يحز في النفس لأن الانتقالي روّع المواطنين في سقطرى و أفزعهم، و شعب سقطرى لم يتعوّد على سماع صوت الرصاص، و لكنه نسى ان يتألم على مواطني محافظته أبين عندما انطلقت المدرعات و الدبابات و راجمات الصواريخ و الاطقم المسلحة و آلاف المليشيات و المرتزقة من المقاتلين بالهجوم على شقرة..!!! و لكنه استدرك في نهاية كلامه بالقول يجب وقف القتال في ابين، و هذا كلام واضح بأن امانيهم بدخول عدن قد تبخرت.

الخلاصة: ـــــــــــــ انني ارى ان اهم ما جاء به فخامة الرئيس في خطابه نقطتين: 1. وقف إطلاق النار في أبين، و من هنا سنعرف من تتبع هذه المليشيات الغازية، و سنعرف كيف سنتعامل معها إذا رفضت أوامر فخامة الرئيس. 2. تنفيذ إتفاق الرياض فوراً و بدون إنتقائية. و بهذا اسقط فخامة الرئيس كل خطط الاخوان و حتى فريق الميسري و الجبواني! اتوقع ان تبدأ خلافات عميقة بين الديناصورات و فخامة الرئيس الآن، لهذا على النُخب الجنوبية العمل على توسيع الفُرقة بين هادي و الإصلاح، و بين السعودية و الإخوان المسلمين.

مقالات الكاتب