كرامة حضرموت

كرامة سعيد عباد جندي في اللواء 101 شرطة جوية قتل غدرًا وخسة صبيحة السبت 26 يونيو الجاري وهو في طريقه فوق دراجته وبأمان الله للالتحاق بوحدته العسكرية بمطار سيئون، في شارع لا يخلو من حركة الناس والمركبات في مدينة سيئون، وعلى مقربة من مقار حكومية ، بينما قاتلوه أو قاتله فر ، دون أن يمسك به أحد أو يتعرف عليه أو يدلي بمعلومات عنه أو تفرض أجهزة الأمن انتشارًا أو إغلاقًا للمدينة للبحث عن ذلك المجرم الذي غدر بالجندي "كرامة عباد" ، وكالعادة ستسجل أن لم قد سجلت - بملف أو بدون - ضد مجهول.. لا البكاء ولا عبارات التعازي سيضمد الجراحات أو يجفف دموع والده الشهيد الشاب الغالي "كرامه" ويخفف من كمد وحزن أهله وأقاربه ، على فراق ابنهم الأبدي ، ولن تعوضهم - إطلاقًا - بيانات النعي حتى أن علقت على باب الكعبة، ما لم يُقتص من المجرمين القتلة الفاتحة شهيتهم لاصطياد ارواح أخرى واهدار دماء الأبرياء دون رحمة.. الجندي "كرامة" لم يكون الأول ولا الأخير ممن يتم استهدافهم بالغدر، ما دام عصابات الموت الأسود تتجول طليقة في مناطق وادي حضرموت، دون رادع أو تعقب! ، وفي ظل سكوت مخزي من جهات حماية الشرعية وأمن المواطن ، فقد اصبح الاستهتار بالدماء جرائم تورث القلب النكد، وتؤرق الجميع.. فقد عانت حضرموت واكتوت بنارها منذ جريمة نوفمبر201‪9 م النكراء ، ولازالت، وستظل تعاني منها، إذ أن جرائم الاغتيالات اللعينة - التي طالت خيرة الرجال والكوادر امنيين ومدنيين وتعطف بــ "ضد مجهول" - صفحة سوداء، وعار في جبين أجهزة النظام - أمنية وعسكرية -. أن جرائم الإغتيالات صار ملف غامضًا، وجرح غائر لم يندمل ، ولن يسدله إلا صحوة حضرمية حقيقية وجادة تجتث الظلم الجائر وتحمي الأنفس والديار من هذا البطش والتغول الفاشي المذموم.. ولن يغسله إلا لملمة صفوف الحضارم على إختلاف توجهاتهم وتنوع انتماءاتهم بنوايا صادقة وعزائم قوية للخلاص من مظالم القتل التي تتوالى، مهما كلفهم في ذلك من ثمن، انتصارًا لكرامتهم، وحقنًا لدماء أبنائهم، وعليهم - واجبًا - مواصلة الرفض لكل منكر ضار ، والحق إلى جانبهم سيكون بإذن الله نصير مبين .. فمعالجة الوضع الأمني المتدهور بالوادي إصلاحًا شاملًا وجذريًا هو المخرج لإنهاء الاختلالات والفوضى الأمنية المستمرة ووقف نزيف الدم الذي يندي له جبين كل حر أبي، وعليهم أيضًا - وأخص شخصيات ومكونات حضرموت - عدم الارتهان لحلول غير منصفة أو معالجات "جزع حالك" التي هي في الواقع عبارة عن مسكنات وحقن مهدئة، فالأمن هو الأساس لبناء الحياة المستقرة، والكريمة ، وربنا سبحانه وتعالى قدم الأمن على الرزق لاهميته واولويته بقوله : (رَبِّ اجعل هذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) البقرة 126‪ حتمًا سيتحقق للحضارم - طال الوقت أو قصر - استتباب أمنهم ، ورفع الأذى والمصائب عنهم بارادتهم الحرة واعتزازهم بمآثرهم، واستحضارهم لدروس تضحياتهم الذي صنعوه بأنفسهم، وثمة شواهد ماثلة لهذا المجد عندما ثاروا على التلسط فمحقوه، وعلى القهر فازالوه ، وعلى الباطل فازهقوه في ملاحم خالدة وأسطورية لا ينتقصها إلا مريض ، وجاهل.. ألف رحمة على الشهيد الشاب "كرامة عباد" وسلام لروحه الطاهرة ولشهداء الغدر كافة.. فدمائهم الزكية لن تذهب هدرًا، بل ستكون قناديل منيرة لكرامة حضرموت، وفي أن تنعم بالأمن والأمان والسلام ..

مقالات الكاتب