ماذا يريدون؟
فوجئ الجميع في حضرموت بالتطاول الغير متوقع لوزير خارجية اليمن، والإساءة التي وجهها لقوات النخبة الحضرمية، وهي - كما يعرف القاصي والداني إنها - قوات نظامية تتبع المنطقة العسكرية الثانية، وهذة ليس المرة الأولى التي يتخرص فيها مسؤولًا ، أو تابعًا من كتيبة المغردين والمفسبكين في مواقع التواصل الاجتماعي ، ومن بعبعة المزايدين في القنوات الفضائية استعلاء على حضرموت والانتقاص منها ، و كيل البذاءات لرموزها وقياداتها السياسية والقبلية وعقلائها، وهذا كله يأتي عندما يرتفع صوت الإجماع الحضرمي للمطالبة بحقوق أو رفع مظلمة. وقد استمرأت جماعة البغي والافتراء - غمزًا ولمزًا - على قوات النخبة الحضرمية ونعتها بوصف قبيح لا تستحقه وهي القوة الأمينة والملتزمة التي أثبتت جدارتها في حربها على الإرهاب ومحقه ونجاحها في محاربة الجريمة بمختلف أشكالها وبسط الأمن والاستقرار في مناطق الساحل والهضبة في حضرموت ، رغم قلة أعدادها وتواضع تسليحها وضآلة إمكانياتها إلا أن الإيمان القوي والراسخ في نفوس منتسبيها وقبول المجتمع وتعاونه معها جعلها بالفعل حماة الديار قولًا وفعلًا عكس التشكيلات العسكرية والأمنية الضخمة التي كان تتواجد في المنطقة قبيل إبريل ٢٠١٥م التي ذابت في غمضة عين ورضخت - دون مواجهة - لثلة من الإرهابيين وسلمتهم المعسكرات بما حملت، وبما فيها من عتاد وسلاح ومؤن. فماذا نسمي هذا التحامل المستمر والاستعداء الغير مبرر لهذه القوة النظامية سواء إنه استهدافًا أعمى ولئيم، يكشف ما تخفيه الصدور وكأن هذه القوات أضحت شوكة في الحلق لم تبتلع.. وكان الأحرى أن توجه للسواعد السمر من حماة الديار التحية والإكبار على صمودهم وثباتهم ونجاحاتهم وتضحياتهم.. لا الطعن في هذه القوات الفتية كما تفوه وزير خارجية اليمن، والتابعين من الغوغاء والمرجفين . وفي الواقع أن البعض اصبح يضيق صدره من حضرموت بشكل عام وحق ابنائها في ادارة شؤونها السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والعسكرية والأمنية خلافًا لما يدعوه وما يصرحوا به في أجهزة الإعلام وفي صفحاتهم من شعارات براقة وناعمة ، وإلا لماذا تم تجاهل حضرموت وعدم اشراكها في الحوارات السياسية التي تجريها الشرعية اليمنية حاليًا بهدف الوصول إلى تفاهمات وتوافقات نحو التنفيذ لاتفاق الرياض الذي رعاه الأشقاء في المملكة العربية السعودية ويؤسس لمرحلة جديدة في البلاد من نزع فتيل التوتر وبناء المؤسسات وتحقيق الأمن والاستقرار.. أليس هذا تقصيرًا واستغفالًا أو كما وصفه بيان مؤتمر حضرموت الجامع «استمرار للإهمال والتهميش والاقصاء الذي اكتوت به حضرموت سنينًا عديدة من أنظمة السياسة التي توارثت الحكم عليها واذاقت أهلها ورجالاتها ومكوناتها القبلية والمدنية الهوان والعوز والتشريد» .. فماذا يريد هؤلاء بالضبط يا قوم!