لمال السياسي والبحث عن الإثراء السريع .. توأمان يتصدران المشهد السياسي !
لقد نجح نظام ٧ يوليو وبوسائله الدنيئة ؛ وبأدواته وطرقه القذرة المختلفة ؛ أن يعمم على الجنوب ما قد كان سائدا في الشمال ؛ وجعله يعيش زمن الإنحطاط وإنهيار القيم وتراجع فعل العقل والثقافة والفنون والأخلاق ؛بعد أن دمر المؤسسات المعنية التي كانت قائمة في الجنوب ؛ وهمّش دور ومكانة أولئك الذين كانوا يتولون القيام بدور التنوير ونشر المعرفة وإعلاء مكانة الفضيلة في المجتمع وفي مؤسساته المختلفة دون إستثناء ؛ وبسبب كل ذلك أفسح المجال واسعا للمال السياسي لأن يكون سيد الموقف ولو إلى حين ؛ وجعل الكثيرين من الناس يتسابقون في ميدان البحث عن المال والحصول عليه وبأية وسيلة كانت ؛ وخارج القانون أو بأسمه أو على حساب المال العام وحقوق الغير ؛ بهدف تكوين الثروة والتميز في المجتمع ؛ ليكونوا من سادته وليس من مواطنية ؛ وليكون بمقدورهم أن يكونوا فوق القانون وخارج دائرة المساءلة والمحاسبة ؛ وأن يكون صوتهم عاليا ومسموعا عند من لا حول لهم ولا قوة ؛ في ظل غياب الدولة ورخوة يد العدالة المقيدة بحاضر مضطرب ومرتبك وإزدياد فعل الفساد والإفساد المنظم والمنفلت من عقاله!