لقد دخل الميل المُــكحلة
أتمنى على المجلس الانتقالي الجنوب ألّا يكون على عجلة من أمرهٍ بشأن تشكيل الحكومة، وألّا يتحرق شوقا لها في مواجهة الطرف الآخر الذي يماطل بتشكيلها. فالمكسب السياسي الجنوبي المتمثل بإشهار القضية الجنوبية إقليما ودوليا واجبار الخصوم اعتبار الجنوب أحد طرفي الأزمة اليمنية وانقال الجنوب من العمل الثوري الى السياسي داخليا ودوليا وتحوله من حالة الانفعال الى حال الفعل – الى حد ما- قد حدثت هذه المكاسب فعلاً بمجرد التوقيع على اتفاق الرياض قبل أشهر ناهيك عن قرارات تعيين محافظ ومدير أمن عدن, وانتقال الجنوب والمجلس الانتقالي على وجه التحديد من مجرد مليشيات وانقلابين بحسب النعوت التي يطلقها خصومه الى شريك سياسي اصيل، حاضرا ومستقبلا من الصعب والغباء تجاهله. وبالتالي فتشكيل الحكومة ليس أكثر من تحصيل حاصل لهذا المكسب، بل أن تشكيلها وانخراط الانتقالي في صفوفها قد يثير غبار كثيف على مشروعه التحرري عند انصاره ويجعله في مرمى تهم التفريط بالقضية الجنوبية، ومادة دسمة لدى خصومه للتشكيك بإخلاصه للانتصار للقضية الجنوبية وبأنه ليس أكثر طالب سلطة لا صاحب قضية. أقول أن المكسب السياسي للجنوب وللانتقالي قد تحقق ولو بجزء لا بأس به منذ توقيع اتفاق الرياض، ومسألة التشكيل الحكومي تظل نافلة وزيادة خير لا أكثر، فدعوا الطرف الآخر هو من يندق لتشكيلها، فقد دخل الميل الجنوبي المكحلة ليلة التوقيع على الاتفاق، ومن حينها بات مقر قيادات الانتقالي في الرياض قِـبـلة لسفراء دول العالم ومنها الدول العظمى. ألم اقل لكم أن الميل السياسي للجنوب قد دخل المُكحلة، فلما العجلة بعد ذلك إذاً؟.