رسالة حافظ معياد للجنة العقوبات الدولية.. مَــن المقصود بها؟ ولماذا الآن؟
محافظ البنك المركزي السابق،حافظ فاخر معياد، وجّــه اليوم رسالة خطيرة لفريق الخبراء بالأمم المتحدة المعني باليمن، طالبه فيها بالتصدي لما وصفه بالإجرام الذي تمارسه منظومة الفساد، باعتبار الفساد احد أدوات الحرب الاقتصادية- بحسب تعبيره- وضرورة التصدي للتقارير والأرقام المضللة التي تصدر عن البنك المركزي، وعلى ضرورة تشكيل فريق متخصص من لجنة العقوبات الأممية لمراقبة عمل البنك المركزي منذ نقله من صنعاء الى عدن وكذلك مراقبة عمل اللجنة الاقتصادية اليمنية, وكشف الحقائق للداخل والخارج لمعرفة فساد المنظومة التي تتكسب من قوت الشعب وإدراج الفاسدين في قائمة العقوبات الدولية - بحسب معياد-. معياد لم يكشف سِــراً وهو يتحدث عن منظومة الفساد، فالفساد هو الحاكم بأمره منذ عقود خلَــتْ، خلال حكم الرئيس صالح الذي كان معياد أحد أعمدة حكمه، ومن قبل حكم صالح وما بعده أيضا. فساد حبا وربى برعاية رسمية ،وظل وما زال ممسكا بتلابيب أهم المؤسسات الاقتصادية والمالية وسِواها من المؤسسات الدسمة ،منها بالتأكيد البنك المركزي، دون أن نرى إجراءات حقيقية لمواجهة هذا الفساد وتغوله سوى خطابات ووعود جوفاء مخادعة..لا أحد يحارب نفسه، والمرض لا يُعالج بأيادٍ متسخة وبأدوات ملوثة، فالبعوض لا يكافح الملاريا. -اللافت في أمر هذه الرسالة التي لا نشك بالحقائق التي أوردتها بقدر ما نشك بالنوايا – من واقع تجارب مضت-،أنها رسالة أتت بعد أيام من تشكيل الحكومة،ومفعمة بنَـفَـسٍ سياسي لا تخطئه عين الناظر، وخاطبت الأمم المتحدة ممثلة بفريق العقوبات، ولم تخاطب الجهات والمؤسسات الرسمية، مثل مؤسسة الرئاسة، خصوصا وأن معياد هو مستشارا للرئيس هادي، كما أعرض عن مخاطبة السعودية وهي التي أودعت قرابة ملياري دولار بذلك البنك,وهي بالتالي معنية بأي فساد ليس لأنها صاحبة ملياري دولار بل لأنها السلطة الفعلية التي يعنو لها رأس الفاسد والصالح بهذه البلاد. وكأن ثمة غاية غير معلنة تقف خلف التوقيت وخلف الغرض من مخاطبة لجنة العقوبات الدولية، وإهمال التخاطب مع مؤسسات الرسمية، في أتهام واضح لهذه المؤسسات بالشراكة بالفساد وبرعايته.! لا