أحترم من انتقدني
اوجه كل إحترامي للجنوبيين المحترمين الذي تواصلوا معي بالخاص حول دعوتي المجلس الإنتقالي لدعوة كل المكونات الجنوبية لعقد مؤتمر جنوبي شامل تتشكل فيه جبهة جنوبية موحدة تمثل القضية الجنوبية. أنا مُقر انه من البديهي الاختلاف في وجهات النظر بين شخص و اخر أو مكوّن و آخر، لكن من غير المعقول فرض الرأي و التعصب و الاتهام للاخر بسبب الاختلاف في وجهات النظر و الرأي. ************* لقد خلقنا الله سبحانه و تعالى باشكال و الوان و عقول و اجسام مختلفه فلماذا ننكر الاخرين بدلا من ان نحاول التفاهم و التقارب بوجهات النظر معهم. من الملاحظات القيمة التي وصلتني هو ان الساسة الجنوبيون المختلفون لم يفهموا معنى الشعار "التصالح و التسامح" الذي رفعوه و هذا كان أهم أسباب فشلهم في تنفيذه. انا اتفق معه، لهذا يجب ان نتسامح اولاً مع بعضنا البعض، و يجب ان يحكم تسامحنا شيئان: 1) إرادة سياسية واضحة، 2) فاعلية مجتمعية و دينية لخدمته، و هذا يؤدي لتضييق الخناق على التعصب و التشدد و العنصرية و الكراهية. فالتسامح و العفو يأتيان قبل التصالح. ************* الشخصية الأخرى التي انتقدتني البارحة و أحترمت إنتقادها لأنه واقعي قال لي أنني وقعت في خطأين، الأول وجّهت الدعوة للفصائل المختلفة و التي كانت سبباً في مشاكل الحروب منذ 1967م و ما بعده، انا اتفق معه انها هفوة مني، رغم اني كنت واضح في توجيه الدعوة لجميع المكونات الجنوبية بما فيها من اشتركت في الكفاح المسلح ضد الإستعمار البريطاني، و لهذا اؤكد انه يجب دعوة جبهة التحرير و التنظيم الشعبي و الشيوخ و السلاطين و منظومة ماقبل ٦٧ من تجار و مثقفين و عسكريين، و الفصيل الآخر من الجبهة القومية الذي إختلف مع رفاقه، و ساسة ابناء عدن الذي تمت محاكمتهم بدون قضية في 1967م لحضور المؤتمر. و النقطة الثانية هي انني وضعت أسماء المجلس الأعلى الإستشاري، لأنهم إن لم يكونوا كلهم فمعظمهم كانوا سبباً في المشاكل التي أدت للحروب، و قد لا يتفقوا من جديد، فأنا اتفق معه و اقترح أن نضيف لهم عناصراً من التي ذكرتها اعلاه. ************* هل لنا ان نعتبر مما حدث للبنان؟ فمنذ 15 إبريل 1975م و حتى اليوم 45 سنة مستمرة الحرب بين الإخوة في لبنان حتى أصبحوا أعداء. هل يريد الجنوبيون خمسين سنة أخرى حروب و معاناة يتحملها المواطن المسكين فقط، و يذهب جمال عدن التي قبلتكم فيها، كما ذهب جمال بيروت؟ ************* الخلاصة: ـــــــــــــــــــــ قال الشاعر «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، و انا اقول "ما أظلم الحياة بلا تسامح و عفو بين الناس، أياً كانت توجهاتهم السياسية". التصالح هو التسامح النابع من القلب بصدق. قال تعالى: (وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) و قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء) الدكتور علي محمد جارالله