تسامح مع وقف التنفيذ
شرفنا بحضور إحتفالية الذكرى الخامسة عشرة لإعلان التصالح والتسامح الذي أقامته مؤسسة خليج برعاية الأخ عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكي أكون منصفا فأن مؤسسة خليج عدن تلعب دورا متميزا في السعي لتحويل التصالح والتسامح إلى ثقافة وسلوك يومي. خمسة عشرة عاما انقضت منذ شهدت جمعية ردفان الخالدة في ١٣ يناير ٢٠٠٦م ولادة نهج التصالح والتسامح الجنوبي وكانت لحظة تاريخية فارقة عندما (غشية) حالة التسامح كل الشارع الجنوبي، وكانت هذه الحالة هي الأب الشرعي لانطلاق المارد الجنوبي في ٧ يوليو ٢٠٠٧م بقيادة ثلة من العسكريين الجنوبيين من وحدات (خليك في البيت)، عم صداها كل الجنوب من أقصاه إلى أقصاه. حملت كلمات الحفل قدر من الألم، فقد حملت كلمة جمعية ردفان حصر برحيل ١٥ فقيد وشهيد ممن حضروا إعلان ١٣ يناير ٢٠٠٦م، وحملت كلمة جمعية أبناء العواذل (استغاثة من مكيراس) وقال أحد أبناء المنطقة الوسطى (لودر ومودية) في مداخلته انه مكلف من أبناء المنطقة بأن يبحث عن التصالح والتسامح، وكأني به يقول (أهو تسامح وتصالح من وقف التنفيذ؟). لم نلمس في إحتفالية ١٣ يناير ٢٠٢١م حضورا لافت لأي من رموز ذلك اليوم التاريخي، ولا لرموز يوم ٧ يوليو ٢٠٠٧م يوم إنطلاق الحراك الجنوبي، ولا نريد الخوض في أسباب ذلك لأن أسبابها معروفة. وحدها لحظة يناير ٢٠٠٦م تشبعت بروح التصالح والتسامح ثم صارت حالة جنوبية شاملة، ووحدها حالة مارس ٢٠١٥م مثلت تلاحم جنوبي حقيقي صنع إنتصار يوليو ٢٠١٥م ضد الغزو الثاني للجنوب، أما ما أعقب ذلك فقد شهد اقتتالين وحرب، كنا نرى خلالها كوميديا سوداء، يخيل للمراقب أننا نحمل شعار التصالح والتسامح بيد ونحمل البندقية باليد الأخرى لنوجهه لصدور بعضنا. قلنا ذات لقاء محدود أبطاله أحياء يرزقون، قبل أن تسيل دماء أبناء الجنوب بأيدي بعضهم، قلنا (لقد حمل تفويض ٤ مايو ٢٠١٧م هدفين أساسيين، أولاهما قيادة مسيرة التحرير، وثانيهما صناعة وئام جنوبي ومنع الاقتتال الجنوبي). ونقول اليوم لجميع الأطراف (ان السماح بالانزلاق إلى صراع يؤدي لاقصاء أي طرف جنوبي هي هزيمة للجنوب، وانتم بذلك لن تشذون عمن سبقكم في حكم الجنوب ممن اوصلونا إلى(جحر الحمار الداخلي) وافقدوا الجنوب كثير من رجاله، ثم غادروا يبحثون عن رغد العيش في أوطان اخرى ويمطرونا بتنظيرات لم يحققوها حين كانوا حكاما). أن اتعس الناس هم اولائك الذين يسيرون في نفس طريق الإخفاق المتكرر ويتوقعون نتيجة مختلفة عن سابقاتها. عدن ١٤ يناير ٢٠٢١م