الانتقالي في روسيا من جديد

وصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي الرفيع بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي الي العاصمة الروسية موسكو في زيارة تحمل طابعا سياسيا وتستغرق عدة ايام يلتقي فيها الوفد عدد من القيادات السياسية في الحكومة الروسية وفي مجلس الشعب وعدد من الدوائر السياسية المقربة من النظام الروسي الاتحادي كما يزور عدد من مراكز البحث والدراسات المهتمة بشؤون الشرق الاوسط واليمن والجنوب بصورة اخص وتعد هذه الزيارة هي الثانية لموسكو التي ارتبطت بعلاقات متينة مع الجنوب خلال عقود ماضية. ويمكن القول ان لهذه الزيارة طابعها الخاص حيث تاتي وقد تحققت عدد من المتغيرات على الساحة الجنوبية ابرزها دخول الجنوب كشريك في المعادلة السياسية اليمنية من خلال حكومة المناصفة التي تشكلت قبل نحو شهر من الان وحصل فيها المجلس الانتقالي على خمس حقائب وزارية بالاضافة الي توقف حرب ابين وكل ذلك جاء بناء على اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية والموقع عليه من قبل المجلس الانتقالي الجنوبية والسلطة الشرعية اليمنية. وتاتي هذه الزيارة والمجلس الانتقالي يكتسب شرعية سياسية باعتباره احد الفاعلين الرسمين في الجنوب وعلى مستوى اليمن ويؤهله ذلك للتحرك بصورة كبيرة وهادفه على المستوى الاقليمي والدولي وتمنحه المتغيرات الجديدة وزنا سياسيا كبيرا لدى الدوائر الخارجية في الدول ذات الاهتمام بالشان اليمني والجنوبي بصورة خاصة. وتحمل هذه الزيارة طابعا مختلفا عن الزيارة السابقة لاسيما بعد الانفتاح الكبير للقيادة الروسية على الملف اليمني واهتمامها المتنامي بالجنوب وباب المندب وخليج عدن حيث تسعى الحكومة الروسية الي تعزيز واستعادة نفوذها السياسي والاقتصادي في هذه المناطق بصورة مختلفة ومغايرة لما كان عليه في الماضي وهي ترى في المجلس الانتقالي لاعبا رئيسيا ومحوريا ومؤهلا لعقد التحالفات وتحقيق الاهداف المشتركة التي تسعى اليها لاسيما في الجنوب وخليج عدن. اتوقع ان تنجح زيارة المجلس الانتقالي لروسيا الاتحادية بصورة كبيرة وان ينعكس هذا النجاح على ملفات عدة ابرزها محاولة وضع حد للحرب في اليمن مع جماعة الحوثي ودعم تطلعات الانتقالي ليكون ضمن الوفد السياسي اليمني في اية حوارات ومفاوضات قادمة مع الانقلابين فضلا عن تعزيز دور الانتقالي في حكومة الشراكة ودعمه لايجاد حلول للازمة الاقتصادية في البلاد وتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض بالاضافة الي الاهتمام بملف الجنوب وايجاد حلول عادلة للقضية الجنوبية.