هوامير الإستقطاعات..!
في الوقت الذي يعصف الفقر والجوع وشبح الغلاء بالمواطنين والحرب الطاحنة التي تدور رُحاها هنا وهناك والمد والجز السياسي المفتعل من قبل القوى السياسية (الهرمة) والمتصارعة على كراسي السيادة وريالات الجيوب..هوامير الأستقطاعات..! أنبرأ هوامير (الإستقطاعات) أو (الخصميات) كما يسميهم البعض لاسيما الجنود المغلوبين على أمرهم،أنبرأ هؤلاء (الهوام) لسياسة الإستقطاع والخصم من راتب الجنود في ظاهرة كونية لم يسبقهم إليها أحد ولم يصل بعد إليها أحد وتفردوا بها لصوص الألوية اليمنية.. مبالغ مالية ضخمة وكبيرة تصل إلى (ملايين) الريالات يستقطعها هؤلاء القادة اللصوص من رواتب الجنود دون حق يُذكر ولا حجة دامغة تُجيز ذلك،غير أن هؤلاء الجنود لايتواجدون في معسكراتهم فيما يبرر الأخير أن المعسكرات أشبة بالخرابة فلا تغذية فيها ولا عوامل حياة كريمة أو قريبة من ذلك.. وصلت الإستقطاعات في كثير من الألوية إلى نصف الراتب وبعضها إلى الراتب (كله) ولم يتبق لهذا الجندي المسكين غير ريالات هزيلة لاتسمن ولاتغني من جوع، بل ولا تعينه على نوائب الحياة ومتطلباتها التي لا تنتهي،ومع ذلك لم تتحرك بداخل القادة اللصوص (ذرة) إنسانية أو دمٌ (آسن).. ناح هؤلاء الجنود،وبكوا على (أطلال) الريالات المتبقية وأسمعوا صوتهم من به (صمم)، وضجوا ليل نهار ولكن لا حياة لمن تنادي، زاد جشع هؤلاء القادة وأشتدت ضراوة العداء لكل من يرفع صوته وبطالب بحقه، وجعلوا منه عدوهم اللدود وخصمهم الأبدي.. لا ادري هل ما يفعله هؤلاء القادة جائزاً قانونياً وعسكرياً، وهل الإستقطاعات مشروعة لهم في ظل هذا الوضع المزري والمؤلم، ولماذا اقبلوا على هذه الطريقة (بنهم) شديد ومارسوها بأريحية ودون أدنى خوف؟ هل الدولة بل هل الحكومة تعي ذلك وتعلم به، وهل هي راضية كل الرضى عن هذا الإستقطاع الكبير؟ الأصوات التي تناشدنا كسلطة رابعة مؤلمة للغاية ولاتحتمل أن يستقطع القادة من راتبها شيء وتحت أي ظرف أو (مسمى)، فالجوع قاتل والغلاء فاحش،والحال من السيء للاسوأ،ويزداد تعقيداً كلما هبت رياح الخصومة من اقاصي (دهاليز) الساسة النتنة.. والتبريرات التي (يتحجج) بها القادة لا ندري هل هي منطقية ومقبولة من وجهة نظر من (يفقهون) الشأن العسكري والقتالي والوضع السياسي،أما أنها سياسة (الغاب) يأكل فيها القوي الضعيف،وتُمارس فيها كل أنواع النصب والإحتيال دون رقيب أو حسيب.. أعلم أن لاجدوى من كتابتي عن الأمر فليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن هذا الموضوع ولكن أحببت أن (أُذكّر) عل الذكرى توفظ الضمائر وتُحرك المياة الراكدة،وتحيي القلوب الميتة.. دمتم بخير..