24 أبريل.. ِالاستثناء الحضرمي
وافق يوم الـ 24 أبريل الذكرى الخامسة للانتصار الساحق على فلول عصابات تنظيم القاعدة وتحرير مناطق الساحل الحضرمي من رجس الإرهاب المستورد إلى أرض السماحة والعلم والوسطية والاعتدال . في ذلك اليوم المجيد سحق التنظيم الارهابي وفر عناصره كالفئران المذعورة من ضربات الأبطال البواسل من قوات النخبة الحضرمية المسنودة بطيران القوات المسلحة الإماراتية.. فأستقبلت مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت طلائع الفاتحين من أبطال النخبة الحضرمية بفرحة غامرة .. لا حدود لها , بعد عام أسود, مذل , كئيب من الظلام. فما كان لهذا النصر العظيم ان يتحقق لولا أن هناك إرادة حضرمية قوية وصلبة وقفت بشجاعة وعنفوان لكبح المشروع الظلامي اللعين الذي لا يمت بصلة لأهل حضرموت ومحق زيفه وشعاراته المخادعة وكشف قبحه المخزي , بعد أن ذابت السلطة الحاكمة آنذاك وسلمت المعسكرات - بما حملت - والبنوك وكل المقدرات كغنائم لتلك العصابات الباغية. شاء الله أن يكون في حضرموت رجال أبطال أوفياء فنظموا الصفوف وهيأوا السبل لتحقيق الإنجاز التاريخي العظيم وبزوغ شمس التحرير، فقد تولى حلف قبائل حضرموت بقيادة أبن حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش الدور الكبير في ذلك , ففتح المعسكرات في وادي نحب ورماه ودعمت الشرعية اليمنية والتحالف هذا التحرك الميداني , وهب الشباب الشجعان من كل أرض حضرموت - فرادى وجماعات - للوصول إلى المعسكرات والإلتحاق بصفوف القوات المسلحة النظامية التي غدى تجهيزها وتشكيلها واعدادها وتدريبها وتسليحها أمر مفروض منه لتكون على أهبة الاستعداد لساعة الصفر، وما أن لاحت – تلك اللحظة التاريخية - حتى تقدم الميامين الأبطال مسنودين برجال القبائل نحو هدفهم السامي الذي رسموا به طريق النصر لحضرموت, لم يهابوا الموت، وقدموا أرواحهم فداءً لتحرير تراب هذه الأرض الغالية.. ويجب في هذا المقام الإشارة لدور اللواء عبدالرحيم عتيق ورفاقه من القيادات العسكرية في تشكيل قوات النخبة الحضرمية، وكذا اللواء فرج البحسني في قيادة معركة التحرير والخلاص من عصابات تنظيم القاعدة الإرهابية ومشاركة رجال القبائل والمقاومة البطلة وكل القوى الوطنية الحرة وخاصة منها المدنية الشريفة كالنقابات العمالية في حضرموت ودعم الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة والدور المميز لدولة الإمارات العربية المتحدة.. ويتوجب توثيق هذه الملاحم البطولية توثيقًا أمينًا بكل تفاصيلها لتكون محفورة في ذاكرة التاريخ , ولتذكّر أيضًا الأجيال بها ، إذ أن ما حدث في 24 ابريل هو حدث الاستثناء بكل المقاييس ونصر مجيد بكل معانيه , ومفاهيمه، وأبعاده