عدن وصعدة في مواجهة الحسم لانهاء الازمة اليمنية
وقف الحوار الوطني اليمني على قضيتين بارزتين في الازمة اليمنية قضية صعدة وقضية الجنوب اهم قضيتان في الحوار الوطني وستبنى عليهما بقية القضايا باعتبارهما مفتاح الحرب والسلام ، ولما لم تتفق الاطراف السياسية على رؤية مشتركة في القضيتين فشلت لجنة شكل الدولة في مهامها كما لم ينجح قرار رئيس الجمهورية في تحديده للخطوط العريضة لشكل الدولة المسماة باليمن الاتحادي من عدة اقاليم ولم تنجح لجنة الاقاليم وهي اللجنة التي تشكلت لغرض البحث في الخيارات المتاحة من قبل السيد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والذي حصر الخيارات لشكل الدولة الاتحادية باقاليم ستة قابلة للاختزال الى اربعة والى اثنين ، وفوق ذلك لم تتفق الاطراف السياسية على شكل الدولة وفي الاحتفال البهيج بانهاء جولات الحوار الوطني اليمني الشاق ووقت الاعلان عن مسودة وثيقة الحوار الوطني تم اختطاف النسخة الاصل ومقررها السيد احمد بن مبارك كما تم اختطاف السيد جمال بن عمر ممثل الامين العام للامم المتحدة وفرضت عليه الاقامة الجبرية في كهوف صعدة ليدشن الاحتفال بغياب العروسين ووثيقة العقد ليعلن حينها عن الانتهاء البروتوكولي لمرحلة الحوار الوطني في شكل الدولة وقضيتي صعدة والجنوب ليتسرب انصار الله الحوثيون من تحت خيام الاعتصام المحتج على زيادة الجرعة وارتفاع اسعار المشتقات النفطية ليفاجى المجتمع بمحاصرته لمقر البرلمان ومقر الحكومة لينتشر غباره اكثر واكثر حتى يطبق سيطرته على عمران وكر المعارضة تم تسقط بين يديه الفرقة النحاسية الاولى مدرع بجلالة قدرها من وسط نصف صنعاء الحوثي ابرز وجه لمع في الشمال اليمني استولى على كل شي فيها بدئا من الرئاسة وانتهاء بالاسواق والشوارع الحوثيون ممثلون لقضية صعدة في الحوار الوطني انتزعوا حقهم بالانتصار لقضيتهم بالقوة وفرض الامر الواقع على الارض سقط على ايديهم كل رموز السلطة وفي الجنوب برز وجه الحراك الجنوبي في الساحات تحت خيام الاعتصام في ساحة العروض لكنه كان اكثر جرأة فلم يتخذ من الجرعة وغلاء الاسعار مطية يتسلل منها وينفذ للسلطة بل اعلنها جهارا نهارا وبصوت عالي مطالبا بالتحرير والاستقلال ، حتى التقت القضيتين في ميدان المعارك وجها لوجه بعد ان اطبقت الحركة الحوثية على العاصمة اليمنية صنعاء واعتقلت الرئيس والحكومة والبرلمان والجيش واخضعت الشعب لسيطرتها لم يتبقى امامها سوى الطرف الثاني في معادلة الحل النهائي للازمة اليمنية وهو الجنوب فاغتر الحوثيون وتوغلوا في اراضي الجنوب بعد العبور السلس من المحافظات اليمنية محافظة محافظة وما ان داست اقدامهم شوارع عدن ورغم التحذيرات الشديدة من مغبة الاقدام على اقتحام عدن تلقى المغرورن صفعة مدوية في عدن اجبرتهم على التقهقر والعودة خائبين الى صنعاء ليتركوا الجنوب لمصيره واختيار شعبه وهاهم اليوم قطبي الصراع في اليمن الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي واليمن بقيادة المجلس السياسي لانصار الله قوتان حقيقيتان على الارض لامجال للتغاضي عن واقع الحال والتعامل معهما بالامر الواقع انتهت كل التفاصيل والقضايا المتفرعة وآن الاوان للنظر الى القضيتان البارزتان مفتاح الحرب والسلم في الازمة اليمنية المجلس السياسي لانصار الله الفارض نفسه بالامر الواقع في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي الفارض نفسه ايضا في الجنوب بالامر الواقع ولابد في الاخير من التحضير للحل النهائي والحاسم في المنطقة بدعوة طرفي المعادلة اليمنية والجنوبية وتغيير شكل الدولة بطريقة تنسجم مع المتغيرات على الارض وتفادي تجاوزهما مخافة ان يتفجر الصراع الحقيقي والاعنف في المنطقة بين مشروعين حقيقيين فاعلين على الارض مشروع عودة الامامة الزيدية بالطريقة الحوثية في اليمن ومشروع عودة الدولة الجنوبية ماقبل 22 مايو 1990م ، الا ان هناك تحديات تواجه الجنوبيين في مواجهة تفاوض الحل النهائي ففي الوقت الذي ظهر فيه الحوثي قوة وحيدة قابضة بيدها على كل شيء في اليمن رغم وجود بؤر توتر في مأرب وتعز والحديدة بينما هي الاصل باقية لتكتمل تفاهمات الحل النهائي للازمة والتأخير في حسم وضع تلك المواقع والتي يدعي البعض انها تحت سيطرة الشرعية والتي هي بالاساس معضلة الحسم النهائي للازمة اليمنية ، هذا من جانب ومن جانب آخر ظهر الجنوبيون بقيادة المجلس الانتقالي بصورة ناقصة الحدود حيث نازعتهم في الواجهة مشكلة الجنوبيين الازلية وهي من اخرت الدخول في تفاهمات الحل النهائي للازمة لكن هناك تطلعات جادة وسعي كبير لالتئام الجنوبيين اخيرا تحت مضلة واحدة يحملها المجلس الانتقالي الجنوبي وتوقعات كبيرة في تبني المجتمع الدولي لتفاهمات تدعوا الطرفين المجلسين السياسي لانصار الله والانتقالي الجنوبي الى طاولة حوار مباشرة ووجها لوجه لانهاء الازمة اليمنية في شكل الدولة بخيارات ثلاثة اما دولة يمنية اتحادية من اقليمين شمالي بيد الحوثيين وفي ادارتهم كل المكونات السياسية اليمنية الشمالية وجنوبي بيد الانتقالي يستوعب كل المكونات السياسية في الجنوب واما الخيار الثاني وهو فك الارتباط بشكل سلس بين الدولتين ماقبل عام ١٩٩٠م باشراف بعض الدول العظمى المؤيدة لقرار فك الارتباط والدعوة للتعامل مع الدولتين في المجتمع الدولي وخيار ثالث سيسعى الجميع لمنع حصوله لخطورته على المنطقة والاقليم وهو تفجر الصراع العسكري بين المشروعين العربي والايراني وهو ذاك الصراع الذي ستدخل فيه المنطقة ولن تعرف كيف ستخرج منه وستكون اليمن ساحة الصراع خاصة بعد ان اجرى المشروعين حروب تدريبية قاسية تحت مسمى استعادة الشرعية وصد العدوان وستنكشف الاقنعة ويظهر اللاعب الحقيقي في ادارة الحرب اليمنية ولكن هذه المرة بين صعدة الايرانية وعدن العربية كفانا الله شر الحروب