البنك المركزي.. وتحديات المواجهة

ثمة تحديات كبيرة تواجه البنك المركزي في عدن وثمة حصار يعاني منه من الجهات الاربع حكومة غائبة ودولة هشة وكيان متمرد في الشمال وأوضاع غير مستقرة في الجنوب. فوجد البنك المركزي نفسه في مواجهة تحديات اما أن يكون أو أن يسقط في خضم الصراع والتيه.. وهكذا وجد نفسه أيضا في مواجهة لوبي جديد ومن الفاسدين العاملين على انهيار العملة الريال امام العملات الأجنبية والحكومة محلك سر تتفرج وربما مشاركة في الانهيار.. هذا الحصار المفروض على القطاع النقدي الذي يغذي البنك جعله هو الحامل الرئيسي أمام الناس في مواجهة أولويات معالجة قضايا الوضع المالي والاقتصادي للدولة الهشة والحكومة الغائبة الحاضرة. لكن ثمة عراقيل وصعوبات واشكال تقف حجر عثرة أمام الوضع الراهن للبنك المركزي فهناك الكثير من اعداء النجاح يراهنون على سقوط البنك المركزي في عدن.. هذه المراهنة مابرحت تواصل رهانها على إضعاف البنك المركزي ولها أيادي خفية داخله وخارجه..كما أن وهن الحكومة وغياب الدولة..واختفاء مجلس النواب وضعفه المنتهية صلاحيته قد زاد الأمر تعقيداً..وضنكا للناس.. لقد وضعت الحكومة نفسها في موت سريري..كما وضعت الدولة نفسها على الرف.. ومجلس النواب وكل من له صلة وضعوا انفسهم في غرفة الانعاش.. لكن البنك المركزي وهو يقاوم كل أشكال العبث الحاصل في المنظومة السياسية والاقتصادية والمالية والتي عناوينها المنفدة ..الحكومة ممثلة بوزرائها ..المالية ..والتجارة.. والتخطيط والتعاون الدولي..وهم المعنيين برسم تلك السياسات الاقتصادية والاجتماعية.فان الأمر أصبح يقتصر في معالجة شتى أنواع القصور التي يعتري تلك السياسات. وكما هو معروف فإن البنك المركزي هو المعني فقط بالسياسة النقدية ولاغيرها. الا ان ذلك الاهتراء والوهن لتلك الأجهزة الحكومية المعنية جعلت البنك هو خط الدفاع الاول لمعالجة مستلزمات وحقوق ومستحقات الناس.. وتأتي أيضا إشكالية اخرى هي تقييد البنك المركزي بتنفيذ السياسة المالية التي هي من صميم عمل وزراة المالية ..وحدث في ذلك ولاحرج. وهي الوزراة المعنية في معالجة كل الاختلالات...الا انها في وادي غير دي زرع. وعليه فإن الكثير من المحصلات التي يعاني منها البنك المركزي وقيادته تتلخص في كيفية الوصول إلى حلول ناجعة لحل الكثير من المشكلات الماثلة أمامها.. واهمها رواتب الموظفين في القطاعات الحكومية المعنية مدنية كانت أو عسكرية أو امنية وكذا الحفاظ على معيشة الناس التي يوما عن يوم يزاداد انهيارا.. هذا الأمر يتطلب رفد خزينة البنك بإيرادات محصلة لكثير من القطاعات الحكومية المعنية وكذا المحافظات المحررة .حيت ظلت ولازالت إيراداتها حبيسة خزائن بعض المحافظين أو بعض من تلك المؤسسات أو من لف لفهم. ياهؤلاء..كنتم..حكومة.. أو مؤسسات..أو محافظين..أعيدوا للدولة هيبتها.. فهيبة الوطن تثمتل في باحترام قوانينه وتنفيذها اما اليوم فإن البنك المركزي في عدن هو الهيبة الوحيدة لما تبقى من جسم الدولة.

مقالات الكاتب