الغَثُّ والسَّمِين في الفيسبوك !
الحمدلله .. الفيسبوك خلانا نعرف معظم الناس على حقيقتهم من خلال ما ينشرونه من مواضيع وآراء وصور وتعليقات ....الخ . تكشفت لنا حقائق بعضها طيبة وبعضها للأسف مقرفة .. الفيسبوك فيه كل شيء .. فيه الصدق والكذب والنصب والاحتيال ، والسرقة والتسول والابتزاز وسرقة النصوص والصور دون مراعاة للحق الأدبي ، وفيه البجاحة والفخر والزيف والتنمر على الآخرين والفساد الأخلاقي المَقِيت .. وفيه التعارف والتثاقف والعلاقات الراقية التي يتمتع بها الطيبون من الناس . أما المزايدون فهم كُثر لكن المجانين واصحاب الحالات أكثر منهم عدداً . اما الرجال والنساء الباحثين عن الحنان ! فحدث ولا حرج يسهرون الليالي لكنهم لا طالوا بلح الشام ولا عنب اليمن وهم صامدون لعلّ وعَسَى يأتي الحظ مرة ، وكله هدر للوقت والصحة و ربما المال . أما الباحثون عن الوجاهة والمناصب فهم حالات لا تعد ولا تحصى .. بعضهم دائم النشاط والبعض الأخر يظهر عندما تلوح في الأفق فرصة ! مثلا عندما يكثر الحديث تشكيل حكومة أو الاعتزام على تغيير محافظين وسفراء أو إنشاء هَيْئات جديدة تتطلب التعيين في مناصب ، هؤلاء ينشرون كثيرا وينظرون ويستعرضون بشكل فاضح كأنهم يقولوا : " يا جماعة نحن هنا " وأول ما تتلاشى الفرصة في الافق يختفوا ، ونسمع أن فلان أصيب بوعك صحية ، وأخر كتب منشور وقال إنه مغادر الفيسبوك دون رجعه "خلاص طلق الفيس بالثلاثة " وبعد فترة يرجع ويقول : أجبروني الأصدقاء والصديقات على الرجوع ، وما أحلى الرجوع إليه . بالنسبة لي أنا ، فقد استفدتُ كثيراَ من الفيسبوك ، تعرفتُ على أصدقاء جدد قمة في الأخلاق والثقافة والرقي من مختلف الاعمار والجهات والمنظمات في الداخل والخارج ، وخلعتُ أصدقاء قدامى كنت مخدوع فيهم سنين طويلة و اكتشفت انهم بلا معروف وقلوبهم مملوءة بالحسد وليس للحب مكان في قلوبهم ، انكشفوا وبانوا على حقيقتهم ، شكراً للفيسبوك الذي فضحهم . انا استخدم الفيسبوك لنشر إنتاجي من فيديوهات قصيرة فنية وتوثيقية وكتابات ومقالات تنويرية وأخبار بين الحين والأخر.. ولهذا أنشأت في 2011م جروب خاص لهذا الغرض . وقد تعرضت في مرات عديدة للشتم والتجريح والتهديد لكن هذا لم يثنيني عن مواصلة رسالتي . بالإضافة إلى كل ما ذكرت هناك عمليات سرية وعلنية تجري في الفيسبوك هي الأكثر خطورة على الفرد والمجتمع وهي : التجسس على الصفحات والاختراق والتهكير وانتهاك الخصوصيات وغسيل الأموال والتزوير ، و التسويق السلبي للسلع والمنتجات ، وبث روح الكراهية العرقية والمناطقية والطائفية والاستقطاب أيٍ كان نوعه ، ونشر الاكاذيب بغرض إثارة الفوضى التي تنعدم فيها روح المسؤولية المجتمعية . في الدنيا ما فيش أبداً أحلى من الفيسبوك .. نتعب نغلب نشتكى منه لكن بنحب