الاجتماعات والمؤتمرات لم تعد تنفع

يذهب كثير من المال، والوقت، على المؤتمرات، والاجتماعات، وورش العمل، والندوات، ثم نكتشف ان البلد لم تستفد من مثل هذا النشاط، بل بالعكس يتدهور الوضع بصورة يومية، وتتعقد المشكلات بمرور الوقت، لسبب بسيط ان مخرجات كل هذه الأنشطة المذكورة، لاتنفذ على ارض الواقع، ولم يتم الاستفادة منها. اصبحت الدعاية، والاعلام، هو الشغل الشاغل للحكومات، والمكونات، والمؤسسات، بحيث يبحث الكثير منها عن عمليات تسويق انشطتها، معتقدة ان ذلك يكفي للوصول للناس، والتأثير عليهم، دون التفكير، والتركيز، ان هذا التأثير ربما يكون مؤقتا، فالناس ليسوا اغبياء، ولم تعد تخدعهم وسائل الاعلام، والميديا، مهما بلغت حرفيتها. لذا ونحن نلمس التدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد، والذي يتنامى كل يوم، علينا ان نسأل انفسنا ماذا استفادت البلد من الاجتماعات، والمؤتمرات، وورش العمل، التي ترصد لها مبالغ ضخمة.. ثم ماذا استفادت البلد من البروبجندا الاعلامية التي ترافق الانشطة الفارغة للحكومات، وغيرها، من المنظمات، والمؤسسات الحقوقية، او التنموية.. الاجتماعات، والمؤتمرات، والاعلام، هي عوامل مساعدة يفترض انها تناقش ما يتم تنفيذه، وتضع التصورات، والرؤى، والافكار، لما سيتم تنفيذه مستقبلا، وليست وسيلة للدعاية، والاعلان فحسب، في ظل غياب الفعل المؤثر على الأرض، وهو ما يريد الناس ان يلمسوه. البلد بحاجة لمشاريع تنتجها عقول متخصصة، ومبتكرة، ومبدعة، وبحاجة لاليات عمل واضحة، ومحددة، لتنفيذ هذه المشاريع في الواقع، شرط ان تستهدف هذه المشروعات احداث التغيير الي الافضل في كافة المجالات، والبحث عن الامكانيات، والدعم، لانجاحها اذا لزم الأمر. البلد بحاجة لمبادرات كبيرة تقودها الحكومات، او المكونات، والمؤسسات المختلفة، لتنفيذ المشروعات التنموية، ومحاربة الفقر، والحفاظ على الاقتصاد، واحداث الانعاش الايجابي على مستوى المجتمع، والدولة، وليست بحاجة لاجتماعات، ومؤتمرات، وانشطة فارغة، لا هدف لها سوأ ممارسة الفساد، والعبث بالمال العام، وغيره. اخرجوا من جو المكاتب المكيفة، وانزلوا الي الواقع، وضعوا المبادرات، والمشاريع، واشركوا الشعب في تنفيذها، حولوا المجتمع الي ورشة عمل، واخلقوا الفرص امام الناس، لعلكم تتمنكوا من ايجاد حلول عملية للفقر المتزايد، الذي ينذر بمخاطر كبيرة، على الأمن، والسلم الاجتماعي.

مقالات الكاتب