أيها السياسيون .. كونوا كباراً لينتصر الجنوب لقضيته الكبرى !
قضايا الشعوب الوطنية الكبرى؛ على تعدد عناوينها ومساراتها وخصوصياتها المحلية؛ وما يحيط بها من ظروف وتعقيدات مكانية وزمانية؛ ومن تفاعلات سياسية ومجتمعية متباينة ومتداخلة ومتعارضة؛ بل ومتناقضة في بعض الجوانب كتعدد المصالح القائمة في هذا المجتمع أو ذاك؛ ناهيك عن مؤامرات ودسائس الخصوم والأعداء ضد قضاياها العادلة؛ وما يفعله المال السياسي المتعدد المصادر والأهداف؛ من إثارة للإنقسامات وتغذية روح التباعد وعدم الثقة بالآخر والحفاظ على المتارس السياسية المتقابلة لتتحول عند نقطة معينة إلى خنادق متقاتلة؛ بل وقد تحولت في محطات عديدة من تاريخنا إلى مواجهات دامية ومؤلمة؛ ومازالت تبعاتها مؤثرة في الحياة السياسية وعلى صعيد المجتمع حتى اليوم؛ وقد دفع الجميع الثمن غالياً؛ وهو ما ينبغي الإتعاظ به والإستفادة من دروسه المختلفة. ورغم كل ذلك فإن إرادة الشعوب تنتصر في نهاية المطاف عندما تتوفر لها الكثير من عوامل النجاح؛ ومن بينها وأهمها وجود قيادات وطنية مخلصة تضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل إعتبار؛ وتغادر بوعي عملياً وسلوكياً كل مربعات العصبيات السياسية والجهوية ودوائر الشلل الضيقة؛ التي عادة ما تجمعها وتربطها المصالح الخاصة والحسابات النفعية المؤقتة؛ وتتمتع بنفس الوقت بروح وطنية متسامحة مع الجميع. بشرط أن تتوفر عندها القناعة التامة والإرادة القوية بقطع صلاتها بكل رواسب الماضي السلبية والمثيرة للخلافات؛ والتي تشكل دوماً مصدراً قوياً لإستحضار الماضي والعصبيات وحشد الأنصار في مواجهة الآخر؛ لتبقى ساحة الحاضر ميداناً للصراع ويبقى الذهاب إلى المستقبل مؤجلاً بل ومجهول الملامح؛ وتكون قادرة أيضاً على أن تجعل من وحدة وتماسك القوى السياسية في المجتمع هدفاً كبيراً يتقدم على ماعداه؛ ويكون الإنتصار للمستقبل ولمصير الأجيال الجنوبية القادمة هو الهدف الأسمى والأكبر الذي يستحق كل جهد وطني مخلص. فحين يتقدم الموقف الوطني على المواقف السياسية عند القيادات الفاعلة والرئيسية؛ حينها فقط يتبلور ويتجسد موقف القادة الكبار وتنهض على أكتافهم وتنتصر القضية الوطنية الكبرى للجنوب؛ والمتمثلة بإستعادته لدولته المستقلة كاملة السيادة؛ مهما كان الطريق شائكاً ومعقداً أو عظمت التضحيات حتى تحقيق هذا الهدف الوطني المشروع.